يعتبر اقتصاد المملكة العربية السعودية واحدًا من أكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأسرعها نموًا، يرجع ذلك إلى موقع المملكة الجغرافي المتميز الواقع بين القارات الثلاثة “آسيا وإفريقيا وأوروبا” وثرواتها الطبيعية وخبراتها الشابة الطموحة، وعلى مر السنوات السابقة عملت المملكة على تحسين بيئتها الاستثمارية، وجذب الاستثمار الخارجي في مختلف قطاعات الاقتصاد، وتوفير خدمة المستثمرين ورواد الأعمال وتمكينهم من النمو والتوسع إقليميًا ودوليًا، لتحويل المملكة العربية السعودية إلى وجهة استثمارية رائدة في العالم، تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030م الهادفة إلى تنمية قطاعات رائدة ومحورية، عن طريق تزويدها ببرامج واستراتيجيات تنموية متخصصة، تهدف إلى تشكيل مجموعة واسعة من القطاعات ذات ميزات تنافسية وفرص استثمارية كبيرة، والتي نستعرض أبرزها في هذا المقال.

      تتقدم المملكة بخطى سريعة نحو تحقيق رؤية 2023 الطموحة، حيث تهدف إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط كمصدر رئيسي للدخل، ونتيجة لذلك ارتفعت أنشطة المملكة غير النفطية بنسبة 6.1% في الربع الثاني من عام 2023م، مدفوعة بالطلب المحلي القوي، وخاصة من قِبل الاستثمارات الخاصة غير النفطية، وهو ما يضع المملكة في حاجة دائمة إلى اتباع سياسات اقتصادية كلية سليمة والحفاظ على زخم الإصلاح القائم، بغض النظر عن التطورات في أسواق النفط، طبقًا لما أشارت إليه توصيات صندوق النقد الدولي في أحد تقاريرها الخاصة بالاقتصاد السعودي.

        أبرز القطاعات الاستثمارية الواعدة

          قطاع الإعلام

          تلعب صناعة الإعلام دورًا اقتصاديًا أساسيًا  في المملكة العربية السعودية، حيث تهيمن المملكة على صناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذلك نتيجة لاعتمادها على استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز سوق الإعلام الإقليمي، مستغلة وجود أكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية في العالم العربي.

          واستثمرت المملكة حتى الآن ما لا يقل عن 15.3 مليار دولار أمريكي في أصول إعلامية وترفيهية مختارة بعناية، بهدف المشاركة في الصناعة العالمية التي تبلغ قيمتها أكثر من 2.4 تريليون دولار أمريكي من الإيرادات السنوية. وتعد صناعة الإعلام ركيزة أساسية من ركائز رؤية 2030م، لما توفره هذه الصناعة من قدرة على تحسين جودة الإنتاج الإعلامي، والحفاظ على التراث الوطني والقيم العليا، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية وصورتها محليًا ودوليًا، بهدف تحقيق الريادة في صناعة المحتوى في المنطقة بأكملها.

          قطاع السياحة 

          تسعى المملكة إلى تعظيم استثماراتها بشكل كبير في قطاع السياحة كجزء من خطة رؤية 2030م، التي تهدف إلى تنويع اقتصادها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، عن طريق العديد من المشاريع والمبادرات الكبرى التي تنفذها المملكة بهدف تحقيق التحول النوعي لقطاع السياحة، ومن أمثلة تلك المشاريع:

          – مشروع البحر الأحمر: يعتبر هذا المشروع واحدًا من المشروعات الرائدة في قطاع السياحة، وهو وجهة سياحية فاخرة على طول ساحل البحر الأحمر، ويتضمن المشروع شواطئ نقية وشعاب مرجانية والعديد من عوامل الجذب، مما يوفر تجربة سياحية فريدة من نوعها، ويهدف المشروع إلى جذب السياح والمستثمرين من مختلف دول العالم إلى المنطقة.

          – مدينة نيوم: تعتبر واحدة من أبرز المدن المستقبلية التي يتم بناؤها في شمال غرب المملكة، ولا تعد مركزًا للتكنولوجيا والابتكار فحسب، بل إنها أيضًا وجهة سياحية رئيسية، حيث ستوفر المدينة مزيجًا من الحياة الحضرية والجمال الطبيعي والتكنولوجيا المتقدمة، مما يجعلها نقطة جذب كبيرة للسياح والمستثمرين على حدٍ سواء.

          قطاع الضيافة

          تستثمر المملكة بكثافة في البنية التحتية لقطاع الضيافة كجزء من خطة رؤية 2030م لتنويع الاقتصاد وتطوير قطاع السياحة والضيافة، بهدف استيعاب العدد المتزايد من السياح وتوفير مجموعة واسعة من الخيارات للزوار، بدءًا من أماكن الإقامة الفاخرة وحتى أماكن الإقامة ذات الميزانية المحدودة، ونستعرض أبرز تلك الاستثمارات فيما يلي:

          – الفنادق والمنتجعات: يعد إنشاء فنادق ومنتجعات جديدة جزءًا مهمًا من تطوير البنية التحتية لقطاع الضيافة. حيث قامت العديد من سلاسل الفنادق العالمية بتوسيع تواجدها في المملكة، مع التركيز على المدن الكبرى والوجهات السياحية. تشمل هذه العلامات التجارية الفاخرة ماريوت وهيلتون وأكور وغيرها. 

          – الترفيه والمتنزهات: بالإضافة إلى مرافق الضيافة التقليدية، قامت المملكة بتطوير مجمعات الترفيه والمتنزهات، مما يوفر تجربة فريدة للسياح. على سبيل المثال، القدية، وهي مدينة ترفيهية بالقرب من الرياض، وتضم مجموعة واسعة من مناطق الجذب.

          – المطارات: تعمل المملكة على تطوير مطاراتها للتعامل مع التدفق المتزايد للسياح، وقد شهد مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، وغيرها من المطارات الرئيسية عمليات توسعة وتحديثًا عالي الجودة.

          للمزيد حول التوجهات المستقبلية لأبرز القطاعات الاستثمارية الواعدة في السعودية، يمكنك الاستماع إلى حلقة “المشاريع الضخمة في المملكة من بودكاست أوشن إكس إنسايت بالشراكة مع مايكس.