أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حقيقة ملموسة في وقتنا الحالي، وقد يتفاعل البعض منا بشكل أو أخر مع إحدى تطبيقاتها دون العلم بأنها مبنية على تقنية الذكاء الاصطناعي، والتي لا تعد بديل للذكاء والإبداع البشري بل أداة داعمة وأساسية له، لقدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة العقل البشري، وفهم التجارب السابقة والتعلم منها عن طريق الاعتماد على كمية كبيرة من البيانات والخوارزميات، مما يعظم من دوره في مختلف المجالات، خاصة في التحليل والتنبؤ بمتطلبات السوق المستقبلية والذي يساهم في زيادة إنتاجية وإيرادات المنظمات، ولذا سنستعرض لكم أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية والمعاملات التجارية بشكل عام.
كيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية؟
عند الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنشطة التجارية، دائمًا يكون المثال الأول من نصيب شركة “أمازون” التي أدركت منذ زمن بعيد أهمية الذكاء الاصطناعي والمنتجات ذات الصلة، حيث تعتمد “أمازون” على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات اللوجستية، وتحسين تجربة العملاء بالإضافة إلى جودة اختيار المنتجات، أما شركات مثل Spotify و Netflix تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل سلوكيات المستخدمين وتفضيلاتهم المتنوعة خلال الأوقات المختلفة على مدار اليوم، وبناءً على تلك البيانات يتم تقديم توصيات دقيقة للمستخدمين.
وتشير الأمثلة التالية إلى بعض استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية ومنها:
- التسويق واستهداف الجمهور بدقة أكبر
أتاحت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تقنية التخصيص العميق بهدف تخصيص المحتوى من مستخدم إلى آخر، وذلك بالاعتماد على تحليل البيانات الضخمة المستخرجة من سجلات الشراء وتفاعلات المستخدم الأخرى.
وتساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي المنظمات في الحملات الإعلانية والتسويقية على تقسيم الجمهور المستهدف بشكل أفضل، حيث تُعد المنظمات أكثر من محتوى متخصص في الوقت الحالي لتستهدف به جماهير متعددة، ولم يصبح من الكافي استهداف جمهور واحد فقط كما كان متبع في الماضي.
- الاحتفاظ بالعملاء
تقديم برامج الولاء أو المكافآت لا يمثل السبيل الأوحد للاحتفاظ بالعملاء القدامى، حيث يريد العملاء الشعور بمدى الارتباط بالعلامة التجارية في الوقت الحاضر، وهو ما لن يتحقق إلا من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي التي يمكن من خلالها معرفة كيفية تفاعل العملاء مع العلامة التجارية، وذلك بتحليل البيانات واكتساب الرؤى المستقبلية.
- الأتمتة السلسة
تهدف الأتمتة بصفة رئيسية إلى إنجاز المهام بأقل قدر ممكن من التدخل البشري، بداية من جدولة البريد الإلكتروني إلى أتمتة المهام المتعلقة ببعض الإجراءات مثل التوظيف والأدوات المختلفة، ولذا يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في المساعدة على أتمتة المهام المتكررة التي تحافظ على عمل المتاجر عبر الإنترنت، مثل أتمتة توصيات المنتجات والعروض والخصومات.
- زيادة كفاءة المبيعات
تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي على جعل مسار المبيعات للمنظمات والشركات أكثر كفاءة، حيث تيسر جمع المعلومات حول العملاء، وأتمتة عمليات الردود على الاستفسارات من خلال روبوتات الدردشة “شات بوت”.
الذكاء الاصطناعي عالميًا
يمكن تقسيم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى ثلاثة أقسام هي البرمجيات، والأجهزة، والخدمات، ويعد قطاع البرمجيات أحد أكبر القطاعات تحقيقًا للعوائد في الفترة الأخيرة، حيث يتألف ذلك القطاع من منصات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إضافة إلى برمجيات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتعد شركتي جوجل و مايكروسوفت من أشهر مقدمي برمجيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، ويصنف سوق أجهزة الذكاء الاصطناعي بكونه الأصغر حجمًا، لكنه يمتلك إمكانات كبيرة للنمو في المستقبل، وقدرت إيرادات سوق الذكاء الاصطناعي المتوقعة لعام 2023م بنحو 500 مليار دولار أمريكي وفقًا لإحصائيات منصة Statista.