اتجهت أنظار العالم كافة نحو زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية بعد جائحة كوفيد 19 وما عاصرناه من تبعاتها، باعتبارها حائط الصد الأول ضد الأوبئة والأزمات الصحية، وعلى الرغم من الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي سببتها الجائحة، إلا أن هذا لم يخلق سوى حافز لزيادة الإنتاج العلمي والابتكار في مجال الرعاية الصحية، ويعد الابتكار أحد الأعمدة الأساسية التي تعتمد عليها الدول والحكومات لتطوير المنظومة الصحية، بهدف الوصول إلى حلول والقضاء على التحديات التي من شأنها أن تساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
الابتكار في الرعاية الصحية
-
- تطبيقات الذكاء الاصطناعي
يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرات هائلة تغير ديناميكيات الرعاية الصحية، ويعد قطاع الذكاء الاصطناعي أحد أكثر القطاعات نموًا في وقتنا الحالي، ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على تطبيقات الذكاء الاصطناعي عالميًا إلى نحو 110 مليار دولار بحلول عام 2024م، وأشارت الإحصاءات إلى أن إجمالي عدد الصفقات الخاصة بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم بلغ نحو 386 صفقة عام 2019م، وفقًا لمنصة Statista، وذكرت تقارير أن الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة السريرية بالولايات المتحدة الأمريكية قد يوفر نحو 150 مليار دولار من حجم النفقات على نظام الرعاية الصحية بحلول عام 2026م، كما يغير الذكاء الاصطناعي من شكل العمليات التقليدية في الرعاية الصحية بحلول أكثر سرعة يمكن الوصول إليها عن بُعد، مثل تطوير العديد من الشركات لمنصات تواصل مع الأطباء بشكل افتراضي للتشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض.
-
- إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية
تعتمد تطبيقات إنترنت الأشياء في المقام الأول على تطوير المنتجات التي تقلل الاعتماد على العنصر البشري وفي بعض الأحيان الاستغناء عنه تمامًا، وتتيح الأجهزة والمعدات والبنية التحتية المتصلة بالإنترنت العديد من الحلول الذكية مثل التشخيص اللحظي، والمراقبة، والمتابعة، والسيطرة على المرض.
-
- التشخيص عن بعد
سرعت جائحة كوفيد 19 من اعتماد الحكومات وأنظمة الرعاية الصحية على تطوير منظومة للاستشارات الطبية عن بُعد، والتي تتيح تواصل المريض مع الأطباء لتشخيص وتلقي العلاج عن طريق إجراء مكالمات الفيديو عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ويعد ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية التقليدية من العوامل الهامة التي ساعدت على انتشار فكرة التشخيص عن بُعد مما ساهم في زيادة حجم الاستثمارات في هذا المجال، خاصة في ظل الراحة وانخفاض التكاليف التي توفرها تلك الميزة للمرضى في الاستشارات غير العاجلة، وطبقًا لإحصائيات منصة Statista فمن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار على خدمات التشخيص عن بعد للمرضى عالميًا إلى 459.8 مليار دولار بحلول عام 2030م.
-
- السجلات الصحية الإلكترونية
تعبر عن مجموعة من السجلات الطبية التي تحتوي على معلومات خاصة بالمريض، وتشمل على معلومات مثل التشخيصات السابقة والحيوية والوصفات الطبية والتطعيمات السابقة التي حصل عليها المريض، ومن المتوقع أن تتيح دمج القياسات الحيوية الخاص بالمريض التي تم تسجيلها بواسطة أجهزة يمكن ارتداؤها مثل الساعات الذكية والأساور الرياضية مع السجلات الإلكترونية للمريض في المستقبل، وتكمن الميزة الأساسية من السجلات الصحية الإلكترونية في القدرة على مشاركتها بسهولة بين جميع من في المنظومة الصحية، وعلى سبيل المثال خدمات الطوارئ، والطبيب المعالج، والمختبرات، ومراكز الأشعة، ويتوقع أن ترتفع القيمة السوقية للسجلات الصحية الإلكترونية إلى 17.9 مليار دولار بحلول عام 2026م، وفقًا لما ورد في إحصائيات منصة Statista.
- الأجهزة القابلة للارتداء
ازدهر سوق الأجهزة القابلة للارتداء بشكل كبير في الفترة الماضية بعد أن اتجه المزيد من المستهلكين إلى شراء الساعات الذكية والأساور الرياضية التي تتيح إمكانية قياس المؤشرات الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل تشبع الأكسجين بالدم، حيث تقدم تلك التكنولوجيا فرصة هائلة لتعزيز القطاع الصحي، ويمكن من خلال تلك الأجهزة إرسال القياسات الحيوية بشكل فوري إلى الطبيب المعالج أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية، إضافة إلى تشجيع المستهلكين على إتباع نمط حياة صحي، والبعد عن اتباع نمط حياة غير صحي قد يتسبب في ارتفاع معدلات ضغط الدم ومستويات السكر، وتساعد الأجهزة القابلة للارتداء في اتباع ذلك النمط الواقي من الأمراض.
للمزيد حول الابتكارات التقنية في قطاع الرعاية الصحية، يمكنك الاطلاع على تقرير التقنية الصحية من أوشن إكس.