فداء وغذاء وكساء، هكذا تتعدد أشكال الاستفادة من ذبح الأضاحي خلال موسم الحج، والتي تتعاظم أهميتها لكونها النسك الذي يؤديه الحجاج ليكون متممًا لأداء الفريضة التي يتوق إليها المسلمين من كل بقعة في العالم، وينتهي الأداء لكن يبقى الأثر ليس على المستوى الروحي أو الديني أو الدنيوي فقط بالنسبة للحاج بل يمتد للجانب الاقتصادي في المملكة، لما تشهده تلك الفترة من رواج ونشاط لاقتصاد اللحوم وبيع الأضاحي خلال ذلك الموسم.

    اقتصاد اللحوم في المملكة 

    تعد الأضحية من المكونات الأساسية لاقتصاد اللحوم في المملكة العربية السعودية، والذي يتوقع أن تصل إيراداته بأكثر من 5 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري، إضافة إلى نمو السوق سنويًا بنسبة 3.88% كمعدل للنمو السنوي المركب خلال الفترة من 2022 إلى 2027م، وأن يحقق إيرادات تصل إلى 6.54 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027م.

    وتنخفض أسعار اللحوم بشقيها سواء الطازجة أو بدائل اللحوم بشكل ملحوظ في المملكة منذ عام 2020م، والذي سجلت خلاله اللحوم الطازجة 7 دولار للكيلو جرام، ثم تراجعت إلى 6.8 دولار خلال العام الجاري، ويتوقع أن يستمر تراجع الأسعار ليصل إلى 6.1 دولار بحلول عام 2027م.

      ويقسم قطاع اللحوم في المملكة إلى 3 أقسام فرعية أبرزها وفي مقدمتها اللحوم الطازجة وتليها اللحوم المصنعة ثم بدائل اللحوم، ويبلغ حجم نصيب الفرد المتوقع للعام الجاري 17.3 كيلو جرام من اللحوم الطازجة و5.2 كيلو جرام من اللحوم المصنعة و100 جرام من بدائل اللحوم، وتزيد تلك المعدلات لتصل إلى 22.4 كيلو جرام من اللحوم الطازجة و4.7 كيلو جرام من اللحوم المصنعة و200 جرام من بدائل اللحوم بحلول عام 2027م، ويقدر متوسط نصيب الفرد المتوقع من الإيرادات 150.7 دولار لعام 2022م معظمها من اللحوم الطازجة والمصنعة، والذي يتصاعد ليسجل 157.6 دولار عام 2024م، ويستمر في الزيادة ليصل 171.5 دولار بحلول عام 2027م.

        ويتوقع أن يبلغ حجم سوق اللحوم الإجمالي في المملكة 808.7 مليون كيلو جرام لعام 2022م، تستحوذ اللحوم الطازجة على النصيب الأكبر منها بـ 618.5 مليون كيلو جرام وتتبعها اللحوم المصنعة بحصة تقدر بـ 187.6 مليون كيلو جرام و2.6 مليون كيلو جرام لصالح بدائل اللحوم، وترصد التوقعات نمو تلك المعدلات لتتجاوز مليار كيلو جرام كحجم لسوق اللحوم، موزعة بواقع 852.1 مليون كيلو جرام نصيب اللحوم الطازجة وتتبعها اللحوم المصنعة بحصة تقدر بـ 177.6 مليون كيلو جرام و6.9 مليون كيلو جرام لصالح بدائل اللحوم وذلك بحلول عام 2027م.

          منصة “أضاحي”

          تتولى منصة “أضاحي” التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، تنظيم وإدارة وتوزيع الأضحية عبر منظومة يديرها البنك الإسلامي للتنمية، وتهدف المنصة إلى المساعدة والتسهيل على حجاج بيت الله الحرام في أداء الفدية والأضحية نيابة عنهم وكذلك العقيقة والصدقة، والقيام بمهام التوزيع على الفقراء في الحرم بجانب المستحقين في أكثر من 25 دولة حول العالم.  

            ويضم مشروع “أضاحي” العديد من الأقسام التي تعمل على متابعة وتنفيذ مختلف الخدمات التي تتيحها المنصة، وأبرزها قسمي لجنة الإفادة والإدارة والتنفيذ، حيث تتولى اللجنة المكونة من ممثلي عدد من الجهات الحكومية في المملكة الإشراف على أعمال المشروع، بينما يعمل قسم الإدارة ممثلًا في  البنك الإسلامي للتنمية على التنفيذ والتعاقد مع الشركات المتخصصة بمختلف مجالات تنفيذ العمليات.

              وتعمل “أضاحي” نيابة عن الحاج على التكفل بكافة إجراءات ومراحل الأضحية بشكل كامل أو جزئي تحت إشراف الحاج عن طريق وحدات التشغيل والعمليات، والتي تتضمن 8 وحدات تشغيل (مجازر) مقسمة بواقع 5 وحدات مفتوحة تضم 4 وحدات للأغنام ووحدة واحدة للأبقار والجمال، إضافة إلى 3 وحدات تشغيل مغلقة للأغنام، وتوفر إمكانية اختيار الحاج لنوع الأضحية ووزنها والطريقة التي سيؤدي بها النسك.

                وتختلف الوحدات المفتوحة عن المغلقة في آلية الأداء، حيث تتيح الوحدات المفتوحة للحاج عند مدخلها شراء سندًا بعدد الأغنام أو الأضاحي المحددة، واختيار الأداء بنفسه أو تحت إشرافه من خلال “أضاحي”، التي تتولى مختلف مراحل الأضحية بدءً من الذبح والتنظيف حال تفويضه وصولًا إلى التجميد ثم التغليف والتوزيع، بينما تقوم الوحدات والمجازر المغلقة بالقيام بتلك المهام نيابة عن الحاج الذي يوكلها عن طريق الشراء من إحدى منافذ البيع وتفويض الوحدة بالقيام بمراحل الأضحية نيابة عنه مع إخطاره حال التنفيذ على بيانات التواصل المسجلة. 

                  وتضمن “أضاحي” من خلال منافذها جودة الأضاحي التي توفرها للحجاج والتي تصل إلى 1.5 مليون رأس من الأغنام و10 آلاف رأس من الأبقار والجمال نتيجة تعاقدها مع كبار الموردين في المملكة على كميات كبيرة تضمن توفير أقل سعر ممكن لمشتري الأضحية، ويكون السعر شامل تكاليف الفحص البيطري، والتوافق الشرعي، بجانب مراحل الأداء من الذبح حتى التوزيع.

                    ويمكن شراء سندات “أضاحي” من خلال القنوات الإلكترونية مثل موقع المنصة وتطبيقات الهواتف الذكية، بجانب عدد من المنافذ الأخرى ومنها مصرف الراجحي، وبنك البلاد، ومنصة إحسان، والبريد السعودي، وجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية، ومنافذ البيع المتاحة حول الحرمين وفي المشاعر المقدسة، كما تتولى إدارة المشروع التواصل مع بعثات الحج المختلفة للتعريف بآليات العمل والخدمات.