دائمًا ما كان سوق الألعاب الإلكترونية جاذبًا لشريحة كبيرة من الأفراد سواءً من الكبار أو الصغار، لما وجدوا فيه من وسيلة لتفريغ طاقتهم السلبية والتسلية وغيرها من الأشياء، ولكن العجيب هو حجم الاهتمام الذي يوليه المستثمرين لقطاع الألعاب الإلكترونية خاصة في منطقتنا العربية، ولذا نستعرض فرص الاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية والسبب وراء اندفاع المستثمرين نحوه في تلك الفترة خصوصًا بعد جائحة كورونا عبر الآتي.
وتستمر المبيعات من قطاع الألعاب في الزيادة سنويًا بمعدل 10.7 %، ولوحظ بعض النمو من الأسواق الناشئة مثل الصين حيث تشهد مبيعات الألعاب نموًا بمعدل سنوي يبلغ 14%.
محفزات الاستثمار في الألعاب الإلكترونية
- سوق سريع النمو: قدرت نفقات اللاعبين المنتشرين في جميع أنحاء العالم بنحو 139.7 مليار دولار في عام 2018م، وهذا يوضح الإمكانات الهائلة لهذا القطاع مما يحفز صناعة تطوير الألعاب، وسيكون عامل جاذب للمستثمرين حيث سيشعرون بالتشجيع على الاستثمار ويمكنهم الاستفادة من عوائد ثابتة بأحجام كبيرة.
- زيادة حجم الألعاب: أدت الزيادة في عدد اللاعبين إلى زيادة إنتاج الألعاب المدفوعة والألعاب في جميع أنحاء العالم، كما زاد تنزيل الألعاب مع دخول لاعبين جدد كل يوم، وتضمن هذا مبلغًا كبيرًا من المال عند حسابه على أساس عالمي، وهذا منظور آخر يمكن أن يجذب المستثمرين نحو الاستثمار في أعمال تطوير الألعاب.
- زيادة استهلاك الألعاب المحمولة: أدت الزيادة في عدد مستخدمي الهواتف الذكية إلى زيادة الطلب على الألعاب للهواتف المحمولة، لما توفره لمستخدميها من إمكانية تشغيل تلك الألعاب في أي مكان وزمان، وتزدهر صناعة الألعاب اليوم بشكل رئيسي بسبب الألعاب المحمولة التي يلعبها اللاعبون المتحمسون في جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن 80% من إجمالي أرباح صناعة تطوير الألعاب تأتي من ألعاب الهاتف المحمول، ولذلك يعد عامل جذب آخر للمستثمرين لوضع أموالهم وجني عوائد جيدة.
- دخول الشركات الكبرى السوق: تتجه شركات التقنية مثل Google و Amazon إلى سوق ألعاب الفيديو، حيث أعلنت Google عن إطلاق منصة الألعاب السحابية Stadia في عام 2019م، وهي منصة ألعاب سحابية تستثمر في بث الألعاب، وكان لموقع الشركة المملوك لـ Google، حق أحد اللاعبين الرئيسيين في بث الرياضات الإلكترونية، وكذلك Twitch، وهي منصة أخرى تم شراؤها من قبل أمازون 2014م مقابل 940 مليون دولار أمريكي واعتبارًا من عام 2019م قدرت قيمتها بحوالي 3.79 مليار دولار أمريكي، وهي منصة البث المباشر الرائدة في العالم من حيث اللاعبين ولديها متوسط 1.25 مليون مشاهد متزامن، بزيادة 17% من عام 2018م. إن مشاركة هؤلاء العمالقة في صناعة ألعاب الفيديو تظهر مدى ربحية هذه الصناعة المتنامية.
وعرف سوق ألعاب الفيديو على مر التاريخ بتقلبه الشديد، لكونه يعتمد على قدرة المطورين على إنتاج محتوى وأفكار جديدة للألعاب وعدم تكرارها، ويمكن أن يوفر الانتقال إلى نموذج قائم على الاشتراك تدفقاً ثابتاً من الإيرادات للشركات بينما تستمر في الابتكار وتقديم محتوى رائع للاعبين وأداء قوي للمساهمين، وسيؤدي النمو المستمر في صناعة ألعاب الفيديو ونظامها البيئي إلى تعزيز آفاق تلك الصناعة، وبالتالي تقديم نفسها كفرصة استثمارية للمستثمرين الباحثين عن النمو.
الاستثمارات السعودية في مجال صناعة الألعاب
أعلنت المملكة عن ضخها استثمارات بقيمة مليار دولار أمريكي في الشركة السويدية “سافي” عن طريق حصول صندوق الاستثمارات العامة على حصة 8.1% في الشركة السويدية مقابل 10.3 مليار كرونة، وذلك في إطار خطة السعودية الهادفة إلى تمكين القطاعات الواعدة ومنها الترفيه والرياضة، مما يساهم في توفير فرص تنموية وتعزيز لتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي وفقًا لأهداف رؤية 2030م.
وتهدف شركة “سافي” إلى أن تكون رائدة في تطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيدين المحلي والدولي، والتي ستعمل بشكل متناغم لدعم منظومة متكاملة لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، كما قامت مجموعة “سافي” بتوقيع اتفاقية استحواذ على شركة “ESL” الرائدة عالميًا في الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية، وشركة “FACE IT” المنصة الرقمية الرائدة في الرياضات الإلكترونية، ودمجها تحت شركة “ESL FACE IT Group” لتكون حجر الأساس لتحقيق مستهدفات مجموعة “سافي” في قطاع الألعاب الإلكترونية.