التمور السعودية بجانب القهوة تعد رمزًا للضيافة وموروث ثقافي تتناقله الأجيال في المملكة، وكذلك نشاط زراعي وصناعي له مكانته المميزة في الاقتصاد السعودي، حيث تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية لإنتاج التمور بين الدول الكبرى عالميًا ومن الدول المتصدرة في مجال زراعتها وصناعتها، وتعمل على أن تكون أكبر مصدّر تمور في العالم خلال الفترة القريبة المقبلة.
وتشتهر المملكة العربية السعودية بجودة تمورها وتميزها بين كبار منتجي التمور عالميًا بجانب تصدرها في حجم الإنتاج والمساحات المزروعة، والتي تعد منبعًا لتمور الإفطار لزوار بيت الله الحرام خاصة فترات شهر رمضان الفضيل وخلال موسم الحج.
منصة “تمور السعودية”
تجسد اهتمام المملكة العربية السعودية بالتمور من خلال تدشين منصة “تمور السعودية” تحت مظلة المركز الوطني للنخيل والتمور، والتي تختص بكل ما يخص التمور ومنتجاتها ومشتقاتها وكذلك تجارتها داخليًا وخارجيًا، كما تعمل على تعظيم الاستفادة من ذلك المحصول الزراعي الغني عبر 3 محاور هي إتاحة متجر لبيع التمور ومنتجاتها للمستهلك، ومنفذ تسويقي يضم التجار، ومستودع لتخزين منتجاتهم وتوصيلها للمستهلك النهائي.
صقعي وسكري، خضري وبرحي، مجدول وتمر خلاص، جميعها أنواع من التمور الأكثر مبيعًا والتي تتيح المنصة لزائريها إمكانية شراؤها من خلالها، وتتراوح أسعارها بين 10 ريال سعودي للكيلو جرام وحتى 30 ريال سعودي، و30 ريال سعودي إلى 92 ريال سعودي للعبوات بوزن 3 كيلو جرام، بجانب المشتقات مثل دبس التمر والمخبوزات من منتجات التمر.
ويعمل المركز الوطني للنخيل والتمور على تعزيز ودعم ذلك القطاع من خلال التنظيم والمشاركة في العديد من المعارض والمهرجانات والفعاليات أبرزها مهرجاني العلا وبريدة للتمور، ومعرض الخليج للأغذية، واليوم العالمي للغذاء، بجانب حملات زاد التمور وأسبوع التمور السعودية، وتدشين 4 مراكز خدمات لدعم منتجي التمور في المملكة.
التمور السعودية في أرقام
قُدّر متوسط سعر الكيلو الواحد من تمر خلاص في المملكة العربية السعودية خلال عام 2020م بنحو 14.58 ريال سعودي، وفق ما ذكره مسح أجرته الهيئة العامة للإحصاء (المملكة العربية السعودية) ونشرته منصة Statista.
وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بين كبار منتجي التمور في العالم من حيث حجم الإنتاج في عام 2020م بعد جمهورية مصر العربية، والذي قدر بـ 1.53 مليون طن متري من أجود أصناف التمور، موزعة بنسبة 66% منها للاستهلاك المحلي بما فيها الصناعات التحويلية، و20% لبعض الصناعات الأخرى، و14% للصادرات، وحققت المملكة عبر هذا الإنتاج اكتفاء ذاتي بنسبة 125%.
وصنفت تونس كأكبر مصدر للتمور في العالم لعام 2020م، حيث بلغت قيمة صادرات التمور منها حوالي 299 مليون دولار أمريكي، وتلتها المملكة العربية السعودية بحجم صادرات بقيمة حوالي 246 مليون دولار أمريكي إلى نحو 107 دولة حول العالم، وتستحوذ المملكة بمزارعها ونخيلها على أكثر من 17% من إجمالي الإنتاج العالمي، وسجلت صادراتها ارتفاع بنسبة 7% في القيمة و17% في الكمية خلال عام 2020م، كما شهدت صادرات التمور نموًا سنويًا بنسبة 73% من حيث القيمة و68% من حيث الكمية خلال الفترة بين أعوام 2015- 2020م بمعدل نمو 12% سنويًا.
وحصلت أكثر من 1.7 مليون نخلة من أصل 31 مليون نخلة في المملكة (نسبة 5% منها) على علامة التمور السعودية، كما منحت ذات العلامة إلى 41 مزرعة للتمور من بينها 32 مزرعة من المزارع المكثفة و9 من المزارع العضوية، و42 مصنع تجاوز إنتاجها 432.72 طن من التمور.
كما بلغت المساحة المحصودة من التمور في المملكة نحو 152.7 ألف هكتار خلال عام 2020م، لتكون بذلك في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث حجم المحصود من نخيل التمر وفق المساحة، وكذلك ذات المرتبة بنسبة 7% من إجمالي إنتاج وتوزيع الفواكه المجففة إلى مختلف دول العالم في مسح لعام 2020-2021م.