تتطلع المملكة العربية السعودية إلى دعم الشباب بمختلف المجالات ما بين الاقتصاد والسياسة والتقنية والحداثة وتعزيز مشاركتهم في صياغة تصورات المستقبل وتحسين مشاهد الحاضر ومحو معوقات الماضي بما يبذلون من طاقات تصب في مسار التمكين وزيادة الإنجازات في مختلف القطاعات.

    وتمثل نسبة الشباب في المملكة 67% من المجتمع و47% من القوى العاملة، ولذا تدشن الوزارات العديد من البرامج والمبادرات وتدعم المتميزين والمتميزات من الشباب والشابات نحو المضي في مسار تمكين الشباب السعودي في “مجتمع الشباب” كما وصفته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والتي نحتفي بعرض مقتطفات عنهم وعنها تزامنًا مع اليوم العالمي للشباب.  

    اليوم العالمي للشباب

    تشارك المملكة العالم والمجتمع الدولي في الاحتفال باليوم العالمي للشباب، والذي يحل سنويًا في 12 أغسطس من كل عام، ويحتفي خلاله بالشباب مع التركيز على قضاياهم وإنجازاتهم بمختلف المجالات، وتعود فكرة الاحتفال باليوم العالمي للشباب إلى عام 1991م، عندما اجتمع مجموعة من الشباب في الدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي في العاصمة النمساوية فيينا، وأوصوا بإعلان وتحديد يوم دولي للشباب لدعم المبادرات الشبابية وتمويلها والاحتفال بالإنجازات، وفي العام ذاته وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تحديد يوم سنوي للاحتفال بالشباب.

      وتحدد منظمة الأمم المتحدة موضوع معين يهم الشباب في كل عام، بهدف تسليط الضوء عليه وإبراز أهميته ودور الشباب فيه، ويتناول اليوم العالمي للشباب خلال العام الجاري موضوع بعنوان “التضامن بين الأجيال: خلق عالم لكافة الأعمار”، والذي يهدف إلى إرساء ونشر أهمية التعاون بين الأجيال المختلفة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

        الجهود المبذولة لتمكين الشباب في المملكة

        أطلقت المملكة العديد من البرامج والمبادرات إيمانًا بدور الشباب الحيوي في التنمية الاقتصادية والمجتمعية، والتي من شأنها الاستثمار في سواعد شبابها باعتبارهم الفئة الأساسية والأكبر، ومنها على سبيل المثال “برنامج المحفزات الوطنية للقطاع غير الربحي” الذي يهدف إلى سد الفجوة بين أهداف الموارد البشرية والتنمية المجتمعية، ويركز على تأهيل القوى العاملة وتوليد آلاف الوظائف النوعية الجذابة، إضافة إلى برامج الدعم والتمكين تحت مظلة المنصات الوطنية للتدريب الإلكتروني، والتي تهدف إلى رفع قدرات ومهارات الشباب من الذكور والإناث، وتأهيلهم إلى الوظائف القيادية تحقيقًا لرؤية 2030م مثل برنامج دروب، وبرنامج تمهير، وغيرها من البرامج الهامة.  

          وتوفر وزارة الموارد البشرية والتنمية المجتمعية مختلف البرامج لدعم وتسهيل عمليات توظيف الشباب ومنها برنامجي “جدارة” و”ساعد” وهى منظومات حكومية إلكترونية متكاملة، توفر للمواطنين إمكانية تقديم طلبات التوظيف للجهات الحكومية وفقًا لمؤهلاتهم وخبراتهم ومهاراتهم، إضافة إلى برنامج العمل الحر الذي يهدف إلى تحفيز أسلوب العمل الحر والعمل المرن بين الشباب السعودي، ويسهل إجراءات الحصول على وثيقة العمل الحر.

            وتشمل الجهود برنامج دعم التمويل للشباب المقدم من بنك التنمية الاجتماعية والذي يهدف إلى إعانة الشباب ماليًا وتشجيعهم على الزواج، خاصة من يقل دخلهم الشهري عن 12.5 ألف ريال سعودي، بجانب البرامج المقدمة من وزارة الرياضة التي تحفز الشباب السعودي على ممارسة الرياضة، وتقدم وزارة السياحة برامج عدة لتدريب وتخريج كوادر شبابية وطنية تعمل في القطاع السياحي.

              وأطلقت المملكة البرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية “بارع” والجمعية المهنية للحرفين دعمًا للقطاع الحرفي، مما ساهم في ضم وتسجيل أكثر من 5 آلاف حرفي من الجنسين على مستوى المملكة، وتوفير الفرص التجارية لهم وتسويق منتجاتهم.

                 الشباب السعودي في أرقام  

                استطاعت المملكة عبر الجهود المستمرة أن تخفض معدلات البطالة بين الشباب بمقدار 11.5% خلال السنوات الماضية، وكان انخفاض معدل البطالة بين الإناث أعلى من الذكور، ويرجع ذلك إلى الجهود المبذولة لتمكين الشابات السعوديات في مجالات العمل المختلفة، وبالمقارنة بمعدلات بطالة الشباب بين أعمار (15 – 34) سنة بدول مجموعة العشرين G20، تقع المملكة في المركز 14 متخطية دول مثل الهند وتركيا وإيطاليا، وفقًا لما ورد عن التقرير الصادر للهيئة العامة للإحصاء عام 2019م.

                  وتبذل المملكة جهودًا حثيثة لكي تصبح مركزًا لريادة الأعمال الرقمية في العالم، حيث خصصت ما يقرب من 1.2 مليار دولار بهدف إطلاق مبادرات عدة لنشر وتحسين المهارات المتعلقة بريادة الأعمال الرقمية بين الشباب، كما تستهدف بحلول عام 2030م، أن يكون لديها مبرمجًا لكل 100 مواطن، وتعد مبادرة “العطاء الرقمي” واحدة من أبرز المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي الرقمي بين أفراد المجتمع، والتي بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 218 ألف شاب وفتاة، بحسب إحصائيات موقع العطاء الرقمي.

                    ويذكر أن السعودية تحتل المركز الأول عالميًا في فرص الأعمال للشباب، وكذلك في سهولة بدء العمل، والمركز الثاني عالميًا في المهارات الشخصية والمعرفية، والمركز الرابع عالميًا في دعم الحكومة للأعمال، وفقًا لتقديرات GEM Global Report لعام 2021م.

                      وارتفع معدل مشاركة الشباب السعودي على مدى السنوات الماضية بنسبة تقدر بنحو 4.4% طبقًا لمؤشرات القوى العاملة بالمملكة، وترجع تلك الزيادة إلى ارتفاع حجم مشاركة الإناث في القوى العاملة بنسبة 6.3% نظير نسبة 2% من الذكور، ويرجع الفضل في ذلك إلى أهداف رؤية 2030م المتمثلة في زيادة معدلات مشاركة الإناث في سوق العمل وخلق المزيد من الفرص لهن.

                        ويشارك الشباب السعودي بشكل مكثف في المسابقات العلمية على المستوى الدولي والإقليمي، واستطاع بجهوده وعزيمته في 69 مشاركة دولية من حصد أكثر من 47 جائزة في مختلف المجالات، بينما في المشاركات المحلية، شهد الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مشاركة أكثر من 84 ألف شخص بنحو 6352 مشروع ترشح منهم 102 مشروع للمنافسات النهائية، وفاز 27 مشروع في النهائيات، طبقًا لما ورد عن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع لعام 2019م.