في ظل العصر الرقمي الذي نعيش فيه ومع التطور السريع في التقنيات الحديثة التي تتيح لنا القيام بالعديد من الأمور بسهولة وسلاسة، والتي وفرت العديد من المزايا والفرص وجلبت معها العديد من التحديات والمخاطر أيضًا، والتي من أبرزها بل وأخطرها الهجمات السيبرانية، حيث تعد الجريمة الإلكترونية اليوم من أسرع أشكال الجريمة نموًا والأكثر شيوعًا في عصرنا الحالي، خاصة في ظل تنوع طرقها وأشكالها، وحتى مع تطور الأمن السيبراني يبتكر المهاجمون وعصابات الجريمة طرق مضادة أحدث وأكثر تعقيدًا من خلال الاستفادة من هذه التقنيات المستقبلية 

      المنظمات التجارية صغيرة الحجم   

      تعد المنظمات التجارية هدفًا رئيسيًا كغيرها من المنشآت والأفراد المعرضين للهجمات الإلكترونية، حيث يمكن أن تتسبب الهجمات الإلكترونية في عواقب وخيمة على أي عمل تجاري، لكن المنظمات الصغيرة معرضة للخطر بشكل أكبر عن غيرها، وعند حدوث هجوم إلكتروني قد تتعامل الشركات الصغيرة غير المستعدة مع تداعيات مالية هائلة إضافة إلى الأضرار التي تلحق بسمعتها وهيكل التسعير والإنتاجية ومعنويات الموظفين وغيرها من التأثيرات السلبية، ولذلك من الضروري لأصحاب المشاريع وأصحاب الأعمال الصغيرة أو الكبيرة فهم حجم الهجوم الإلكتروني المحتمل حتى يتمكنوا من الاستعداد بشكل صحيح وجعل عملياتهم أقل عرضة للخطر 

          والجدير بالذكر أن متوسط تكلفة خرق البيانات للمنظمات الصغيرة والمتوسطة التي يقل عدد موظفيها عن 500 موظف يبلغ نحو 2.98 مليون دولار، وفقًا للتقارير الصادرة عن شركة IBM ومعهد Ponemon، ويبلغ متوسط التكلفة لكل سجل تم اختراقه هو 164 دولار، وفي بعض الأحيان تزيد تلك التكلفة، وفقًا للحادث والأضرار التي لحقت به 

              الأثار السلبية بشكل عام  

              تؤثر الهجمات السيبرانية على إمكانية وصول الموظفين  إلى أنظمة الشركة التقنية ما إن لم تدفع الشركة المبلغ المقرر للمخترق حتى يسمح لهم بالوصول إلى أنظمة الشركة مرة أخرى، وهو ما يخلق عبئًا ماليًا كبيرًا، ووفقًا لـتقديرات Hiscox، دفعت حوالي 6% من المنظمات في العالم فدية مما تسبب في خسائر بقيمة 381 مليون دولار عام 2019م، وإضافة لذلك قد تضطر الشركات إلى تعيين محامين وخبراء آخرين لتظل متوافقة مع لوائح الأمن السيبراني، وحماية المنظمة من أي هجمات مستقبلية 

                  وغالبًا ما تواجه الشركات تكاليفًا غير مباشرة من الهجمات الإلكترونية، منها على سبيل المثال احتمال حدوث انقطاع كبير في عمليات المنظمة، مما قد يؤدي إلى حدوث خسائر في الإيرادات، حيث يمكن أن تتسبب الهجمات السيبرانية في حدوث أضرار بالأجهزة والمعدات والأنظمة الخاصة بالمنظمة أو سرقة بيانات العملاء الشخصية وبيانات بطاقاتهم البنكية، ولذلك يتعين على الشركات إعادة التفكير في كيفية جمع المعلومات وتخزينها للتأكد من أن المعلومات الحساسة ليست معرضة للخطر 

                      وليس هذا فحسب بل تتعرض أيضًا المنظمات التي تواجه العديد من الهجمات السيبرانية إلى تحديات ضياع حقوق الملكية الخاصة بعلامتها التجارية التي تكون قد تشوهت بشكل كبير، مما قد يشعر العملاء وحتى الموردين بأمان أقل عندما يتركون معلوماتهم الحساسة في أيدي شركة تم كسر بنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات مرة واحدة على الأقل من قبل 

                          وتعد واحدة من أبرز التأثيرات السلبية للهجوم الإلكتروني هي الانخفاض المفاجئ في الإيرادات، حيث ينتقل العملاء الحذرون إلى مكان آخر لحماية أنفسهم من الجرائم الإلكترونية، ويمكن للشركات أيضًا أن تخسر أموال المتسللين الذين يحاولون ابتزاز ضحاياهم، وعلى سبيل المثال تعرضت شركة Sony Pictures للهجوم عام 2014م عندما كانت تستعد لإطلاق فيلمThe Interview“، وهو فيلم كوميدي يصور محاولة اغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وسرقة القراصنة لمعلومات حساسة، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني المحرجة وتقييمات الأداء من موظفيها