“إدارة المخاطر” تلك العملية التي أصبحت تضعها المنظمات ضمن أولوياتها للتصدي لأي معوقات أو مشكلات تهدد بقائها أو استمرارها، خاصة بعد فترة ذروة جائحة كوفيد-19 والتي تأثرت وتضررت خلالها العديد من المنظمات حول العالم بتبعاتها نتيجة عدم وضعها ضمن خططها أو توقعاتها، ولذا زاد الاهتمام بتلك العملية التي تدرس وتراجع مدى احتمالية تأثر المنظمات ورأس مالها وأرباحها بالتهديدات المتوقعة وغير المتوقعة من مختلف المصادر.   

    مفهوم عملية إدارة المخاطر Risk Management

    يعبر مفهوم عملية إدارة المخاطر Risk Management عن الإجراءات التي تتخذ لضمان تقييم وتحديد التهديدات التي تتعرض لها المنظمة وعوائدها وسبل مواجهتها، والتي تشمل رصد كمية ونوعية المخاطر، وقياس الأحداث الواقعية المحيطة وتأثيراتها، وإعداد التقارير الخاصة برصد مصادر المخاطر مثل الحوادث والكوارث الطبيعية والأخطاء الإدارية والتحديات المالية.

      خطوات نجاح عملية إدارة المخاطر  

      تحقق المنظمات نجاحًا  في عملية إدارة المخاطر إذا اعتبرتها جزءًا لا يتجزأ من ثقافتها وأحد أقسام خطتها التي تراجع وتُحدث بصفة مستمرة، ويمكن أن يساعد تطبيق تلك الخطوات في الوصول إلى ذلك.

      • البحث عن المخاطر الخاصة بالمنظمة

      تعد عملية البحث عن المخاطر والتهديدات المحتملة للمنظمة وتسجيل النتائج الخطوة الأولى في إدارة المخاطر، والتي تختلف حسب مجال عمل ونشاط المنظمة، وقد تتضرر المنظمة العاملة بالمجال الزراعي على سبيل المثال من مخاطر الكوارث الطبيعية، بينما المنظمة العاملة بالمجال الصناعي والخدمي ربما تتعرض لتهديدات من المخاطر التقنية، كما هناك مخاطر مثل “الشخص الرئيسي” وهو الموظف الذي يتولى القيام ببعض المهام التي لا يؤديها سوى بعض الأشخاص المحددين في المنظمة والذين يكون لهم دور بارز، ولذلك تعاني المنظمة عند ترك هذا الموظف للعمل وتتعرض للكثير من المخاطر، وهناك مخاطر أخرى مثل التقاضي الذي قد تتعرض له المنظمة من الأنشطة التي تقوم بها هي ومقاولوها من الباطن.

      • تصنيف المخاطر

      ترصد عملية البحث المخاطر المحتملة وتأتي مرحلة تصنيف المخاطر كخطوة ثانية في مسار العملية، ويتم التصنيف بناءً على احتمالية حدوث المخاطر وكذلك التأثير الذي يمكن أن يحدث إذا حدثت وهو ما يتطلب إنشاء قائمة بالمخاطر ذات الأولوية، وعلى الرغم من اختلاف أساليب التصنيف لكنها بها بعض الثوابت أيًا كان نوع المخاطر المصنفة.

       

      • تحديد فلسفة المخاطر الخاصة بالمنظمة

      يجب أن تكون لدى المنظمة وإدارتها العليا إدراك لفلسفة المخاطر لديها وأن تكون واضحة ومحددة في ملف تعريف المخاطر الخاص بها، خاصة في المنظمات والشركات الناشئة التي تتعرض للمخاطر في سعيها للنمو، وتعمل بعض الشركات على جعل ملف المخاطر الخاص بها بالقرب من الصفر قدر الإمكان، وربما يعد أسوأ موقف في العملية هو غياب الإجماع حول المخاطر في بعض الأوقات، حيث يرغب بعض الأشخاص في الإدارة العليا في المخاطرة بينما لا يرغب البعض الآخر في القيام بذلك.

      • اختيار الاستراتيجية

      تختلف عملية إدارة المخاطر بين مختلف الشركات ولا تعد الاستراتيجية المتبعة واحدة، وهناك استراتيجيات شائعة للعمل على نجاح العملية وهي تجنب المخاطر، وتقليل المخاطر، وتقاسم المخاطر، وتحمل المخاطر، وقد تتبع الإدارات والأقسام المختلفة داخل الشركة الواحدة استراتيجيات مختلفة حسب الفترة الزمنية والتهديدات، وأيًا كانت استراتيجية إدارة المخاطر المختارة يشترط أن تكون متوافقة مع فلسفة إدارة المخاطر لدى المنظمة.

      • تنفيذ الاستراتيجية

      تأتي خطوة تنفيذ الاستراتيجية كتطبيق عملي للاستراتيجية المختارة، والتي يجب أن يكون تنفيذها محددًا مع مراقبة النتائج بصفة مستمرة للتحقق من فعالية السبل المتبعة.

      • مراجعة ملف تعريف المخاطر الجديد

      تحتاج المنظمة بعد تنفيذ عملية إدارة المخاطر من قبل فريقها أن تجري مراجعة جديدة للمخاطر المحتملة، والتي يمكن تنفيذها من خلال طرق ووسائل تم تصميمها لقياس المخاطر في تلك المرحلة، ويجب مقارنة ملف تعريف المخاطر الجديد بملف تعريف المخاطر المطلوب لتحديد مدى نجاح الاستراتيجية، وتطوير ملف تعريف المخاطر لضمان مواجهة أي تهديدات محتملة.