يلعب قطاع السياحة بالمملكة العربية السعودية دورًا حيويًا في تعزيز الاقتصاد السعودي، ويعد أحد الركائز الهامة التي تقوم عليها رؤية المملكة 2030، نظرًا لدور السياحة الفعال في مسار تنويع مصادر الدخل، ويستهدف أن يساهم قطاع السياحة في زيادة الدخل الكلي للمملكة بنسبة 10%، وجذب المزيد من الاستثمارات، مع توفير أكثر من مليون فرصة عمل.
وتستهدف مؤشرات الأداء الوصول إلى عدد 100 مليون سائح بحلول عام 2030، من بينهم 55 مليون سائح من الخارج و45 مليون زائر من الداخل، تماشيًا مع الدعم الحكومي المتزايد الذي يشهده القطاع من مبادرات ومشاريع عالمية لتبرز ما تمتلكه المملكة من تنوع ثقافي وتراثي وبيئي، والذي سنتعرف على أبرز سماته ودور قطاع السياحة في تعزيز اقتصاد المملكة.
أبرز المشاريع الجديدة
تمتلك المملكة العربية السعودية المقومات الجغرافية والتاريخية بجانب الحضارة التي تمثل عامل محفز يدفعها إلى التطوير والاستثمار في صناعة السياحة بالمنطقة، وعلى سبيل الاستدلال طورت المملكة منذ عام 2017 العديد من المنتجعات السياحية التي يصل عددها نحو 50 منتجع (جزيرة) تقع قبالة سواحل المملكة على البحر الأحمر، والتي تم إنشائها بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالإضافة إلى مشروع “البحر الأحمر” الذي وضع حجر الأساس له في الربع الأخير من عام 2019م، ومن المتوقع أن ينتهي تنفيذ المشروع خلال الربع الأخير من العام الجاري 2022م.
ومن المقرر أن يقام المشروع بين مدينتي أملج والوجه، والذي يتميز بضم العديد من الأنشطة السياحية الجاذبة مثل الغوص بجانب الشعب المرجانية والمناطق الأثرية، وتبلغ مساحة المشروع 34 ألف كيلومتر مربع تطل على البحر الأحمر، كما يعمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي والشركات التابعة له على تطوير 16 فندق يحتوي على أكثر من 3 آلاف غرفة، من المتوقع أن يتم تسليمها بحلول عام 2023.
الفائدة الاقتصادية
نشاط صناعة وقطاع السياحة سيكون لها مردود إيجابي بلا شك على اقتصاد المملكة، خاصة أنها تصنف كواحدة من أكبر 20 اقتصاد على مستوى العالم، حيث يقدر الناتج المحلى الإجمالي لعام 2021م بنحو 700.1 مليار دولار وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي.
ويوفر قطاع السياحة العديد من فرص العمل للشباب السعودي بمختلف المجالات، كما تساهم في ازدهار ونمو الأعمال التجارية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بجانب دورها الفعال في المحافظة على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تتأثر بمدى نمو مثل تلك القطاعات، وعلى سبيل التوضيح زاد حجم إنفاق السياحة الوافدة إلى المملكة من 51 مليار دولار عام 2013م إلى 101 مليار دولار عام 2019م.
منظومة السياحة بالمملكة
أقامت الهيئة السعودية للسياحة العديد من المعارض السياحية على المستوى المحلى والدولي، وذلك بهدف تنشيط القطاع السياحي بالمملكة، بجانب تدشين الحملات التسويقية والترويجية للوجهات السياحية بالمملكة، مثل منصة “روح السعودية” التي تهدف إلى ترويج 11 وجهة سياحية بالاستعانة بتجارب سياحية يتجاوز عددها 500 تجربة يقدمها أكثر من 250 شريك من القطاع الخاص، بالإضافة إلى الاهتمام بزيادة الدراسات والأبحاث العلمية لقياس النتائج وتطوير قطاع السياحة بالمملكة.
ويهتم صندوق التنمية السياحي بدعم الاستثمار في القطاع السياحي، وتمويل المنشآت السياحية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية بالوسائل التقنية الحديثة لدعم القطاع السياحي من مختلف الجهات، كما يجدر الإشارة إلى الدور الذي تقوم به وزارة السياحة متمثلة في وضع التشريعات واللوائح المنظمة للقطاع، عوضًا عن جذب الاستثمارات النوعية، وتوفير بيئة جاذبة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.