تحتاج المنظمات دومًا إلى استراتيجية واضحة وقوية تمكنها من التصرف دائمًا في ظل المعطيات والبيئة المتغيرة، والاستراتيجية في حد ذاتها هي مصطلح يعبر عن الأدوات التي تستخدمها الإدارة في تحقيق رضا العملاء عن طريق نماذج التصرفات ومداخل الأعمال من أجل تحقيق رغبات عملائها وتحسين حصتها ووضعها في السوق.

      وفي ظل التوجه العالمي نحو الوصول إلى اقتصاديات المعرفة، تعد التقنيات الحديثة هي اللبنة الأساسية والطريق الأوحد، وساهم التطور السريع الذي تشهده تطبيقات تقنية المعلومات إلى تنامي قدرة المنظمات في مجال الرقمنة والتحول الرقمي، فالثورة الرقمية على أشدها في العالم، حيث تقوم الشركات والهيئات الحكومية بتحويل عملياتها التقليدية المعتمدة على الورق بأخرى رقمية، ولكن ماذا يفيد التحول الرقمي؟

          دور التحول الرقمي 

           يتيح التحول الرقمي الاستخدام الأمثل للبيانات الداخلية للمنظمات وبيانات العملاء وذلك بواسطة تقنيات تحليل البيانات الضخمة، وتستخدم اليوم العديد من الشركات تقنيات تحليلات البيانات لتحقيق أقصى استفادة من المعلومات المتاحة وتحسين استراتيجيات أعمالها، وعند الحديث عن تحليلات البيانات، غالبًا ما يتم ذكر مصطلح البيانات الضخمة بشكل أساسي، في إشارة إلى جمع وإدارة وتحليل كمية كبيرة من البيانات والتي نظرًا لحجمها وتعقيدها، تتجاوز قدرات المعالجة للأدوات التقليدية المستخدمة غالبًا في تحليل البيانات الأقل حجمًا.

               ما الفرق بين البيانات والمعلومات والمعرفة؟

              من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن يستخدم الناس مصطلحات مثل البيانات والمعلومات والمعرفة كأنهم نفس الشيء ولهم نفس المعنى، ولكن هناك اختلافات بين المصطلحات الثلاثة، فالبيانات هي مجموعة من الرموز والأحرف المختلفة التي لا يتضح معناها إلا عند اتصالها بسياق أو موضوع معين، وعادة تولد البيانات عن طريق جمع وقياس الملاحظات وتسجيلها، وعادة ما تقوم الآلات بإرسال البيانات واستلامها ومعالجتها، وغالبًا ما ينشأ الخلط بين البيانات والمعلومات لأن المعلومات تتكون من البيانات، ويتم تفسير البيانات على أنها حقائق في سياق المعنى العامي وبالتالي تعتبر معلومات.

                  وتعرف المعلومات بما يحدث عندما تصل البيانات إلى مستوى أكثر تعقيدًا وتصبح معلومات من خلال دمجها في سياق كما أشرنا سابقًا أكثر أهمية، وعلى سبيل المثال المعلومات المتعلقة بتاريخ الميلاد ليس لها قيمة حقيقية عندما لا يعرف الشخص الذي تنتمي إليه هذه البيانات. أما المعرفة تنقسم إلى نوعين المعرفة الضمنية وهي المعرفة التي لا يتم تدوينها أو تخزينها، والمعرفة الصريحة فهي المعرفة المكتوبة والتي يمكن الوصول إليها وقد تكون في شكل ورقي أو رقمي.

                      استراتيجية البيانات 

                      تتكون استراتيجية البيانات من مجموعة من الأهداف طويلة المدى تعتمد على استخدام البيانات في المنظمة، بهدف تدعيم السياسات والممارسات الخاصة بالمنظمة حتى تكون استراتيجية البيانات ناجحة، ولابد أن تغطي الاستراتيجية الخاصة جميع الاستخدامات المتاح استخدامها بالبيانات، ولا يمكن أن تعتمد فقط بشكل كلي على العمليات الفنية لإدارة البيانات والتحليلات كما أن للعنصر البشري دور في إدارة البيانات.

                          ولذلك يعظم دور تحليل البيانات في جمعها وتحليلها واستخلاص الرؤى القيمة منها لإعداد استراتيجيات وأهداف المنظمة، ويعد وجود استراتيجية بيانات واضحة أمرًا حيويًا للغاية، وعندما نجد حجم البيانات الهائلة المتوفرة حولنا، ندرك أن معظم المنظمات تكون في حيرة من أمرها حول كيفية استخدامها، وإذا قامت تلك المنظمات بجمعها فلا تدرك حقًا ما الذي يمكن فعله بكل هذه البيانات.

                              وبدلًا من البدء بتجميع البيانات نفسها، يجب أولًا أن تبدأ كل منظمة بعمل استراتيجية بيانات خاصة بها في هذه المرحلة، ولا يهم ما هي البيانات الموجودة أو البيانات التي تم جمعها بالفعل والبيانات التي يجمعها منافسوك، وكذلك الأشكال الجديدة من البيانات التي أصبحت متاحة، ولكن الأمر يتعلق بما يريد نشاطك التجاري تحقيقه وكيف يمكن أن تساعدك البيانات في تحقيقه.

                                  ولذلك إذا أردت تجنب الإغراق المعلوماتي، عليك تطوير استراتيجية ذكية تركز على البيانات التي يحتاجونها حقًا لتحقيق أهدافهم التجارية سواء من ناحية رضا العملاء أو تحسين موقع المنظمة وحجمها في السوق. 

                                       ويمكن القول أن الاعتماد على التقنيات الحديثة وتسريع عملية التحول الرقمي داخل المنظمات، هي الخطوة الأولى والأهم لتكون المنظمات قادرة على جمع بيانات صحيحة ودقيقة سواء عن أعمال المنظمة نفسها أو المنافسين في السوق وتحليلها، وأن تستخدمها جيدًا في جميع ممارستها فيما يتوافق مع استراتيجية استخدام البيانات الخاصة بالمنظمة.