تهتم المملكة العربية السعودية بشكل كبير بملف الرعاية الصحية وما يتطلبه من بنية تحتية تشمل المستشفيات والقوى البشرية والتجهيزات الطبية التي تحسن مجتمعة من جودة الخدمة الصحية المقدمة سواءً للمواطنين أو المقيمين في المملكة وكذلك خلال موسم الحج، وتشمل جهود الرعاية الصحية العديد من الأقسام والملفات أبرزها التقنية الطبية والمستشفيات والأدوية والمستحضرات الصيدلانية والصحة الرقمية، إضافة إلى التراخيص الصحية والرعاية الصحية لذوي الإعاقة والصحة العامة والطوارئ، وصحة الأم والطفل، وغيرها من الجهود التي نستعرض بعض توقعات مسارها خلال الأعوام المقبلة.

    التقنية الطبية

    تعزز التقنية الطبية فرص الحصول على أفضل خدمة صحية بأقل جهد وتكلفة ممكنة نتيجة توظيفها لحلول تحسن من تجربة الخدمة الصحية المقدمة، وينعكس اهتمام المملكة بالتقنية الطبية بشكل بارز في إيرادات سوقها والذي يتوقع أن يسجل 6.94 مليار دولار أمريكي خلال عام 2022م وأن تزيد إيراداته إلى 7.29 مليار دولار أمريكي عام 2023م، وأن تصل إلى 8.14 مليار دولار أمريكي عام 2025م، وتتجاوز 9 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027م.

    ويشمل سوق التقنية الطبية في المملكة أقسام فرعية عدة أبرزها أجهزة الفحوص والتشخيص المختبرية، وأجهزة طب القلب، وأجهزة التصوير التشخيصي والأشعة، وأجهزة تقويم وعلاج العظام، وأجهزة طب العيون، وأجهزة الجراحة العامة والبلاستيكية، والأجهزة الطبية الأخرى، والتي تحرص المملكة على توفيرها لتحسين جودة الخدمة الصحية وتلبية المستهدفات بشكل مستمر.

    الأدوية

    تهتم المملكة بتوظيف الحلول التقنية في قطاع الصحة بوجه عام وقطاع الأدوية بشكل خاص تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وذلك عبر جهات وهيئات وأنظمة عدة تتولى عمليات المتابعة والإشراف أبرزها الهيئة العامة للغذاء والدواء التي دشنت نظام التتبع الإلكتروني للمستحضرات الصيدلانية (رصد) بهدف متابعة وتعقب جميع الأدوية البشرية المصنعة داخل المملكة أو المستوردة من الخارج، والتأكد من صلاحيتها ومواصفاتها الدوائية ومواجهة الغش الدوائي وفحص الأدوية المستهدفة في الغش ومصادر الأدوية المغشوشة، والتعامل المباشر مع تداول الأدوية المسحوبة والتصدي له بجانب المساعدة في منح المعلومات حول توفر ومكان وجود الدواء خلال وقت قصير.

    وساهم نظام (رصد) في تسجيل أكثر من 4800 منشأة صحية وإجراء 1.2 مليار عملية على زجاجات الأدوية حتى نهاية عام 2020م، بجانب تسجيل جميع الأدوية في نقاط البيع في نظام التتبع والرصد لحوكمة الرقابة وضمان سلامة الأدوية.

    وتتصاعد إيرادات الأدوية في المملكة ويتوقع أن يتجاوز حجم سوق الأدوية بمختلف أقسامها 1.1 تريليون دولار أمريكي خلال العام الجاري، وأن تسجل الأدوية نمو سنوي مركب خلال الفترة بين أعوام 2022 و2026م بنسبة 5.94% لتصل إلى 1.3 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2026م.

    المستحضرات الصيدلانية

    تختلف المستحضرات الصيدلانية عن الأدوية في كونها تضم المنتجات التي لا تصنف كعلاج دوائي ولا تحتاج إلى وصفة طبية، بل يعد بعضها مستحضر وقائي للحماية سواءً للجلد أو الشعر وتعد أشهر أمثلة المستحضرات الصيدلانية هي المسكنات، وعلاج المعدة والهضم، والفيتامينات والمكملات، وعلاجات الجلد والبشرة، ومعقم اليدين، وعلاجات البرد والسعال التي تستحوذ على النصيب الأكبر من توقعات حجم الإيرادات لسوق المستحضرات الصيدلانية في المملكة وتقدر بقيمة 39.26 مليار دولار أمريكي كما يبلغ الحجم الكلي المتوقع لسوق المستحضرات الصيدلانية في المملكة خلال العام الجاري 137 مليار دولار أمريكي والذي يتحقق 28% منه من خلال المبيعات عبر الإنترنت، وينمو السوق سنويًا بنسبة 5.54% ليصل إلى 179.42 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027م.

    الصحة الرقمية

    تمثل الصحة الرقمية أحد برامج التحول الرقمي الذي تضعه المملكة ضمن رؤية 2030 وتعمل على تطبيقه وزارة الصحة السعودية، وتهدف الصحة الرقمية إلى تحسين تجربة العلاج والفحص عبر حلول ووسائط تقنية وتقديم خدمات رعاية صحية أكثر أمانًا وكفاءة سواء للمواطنين أو المقيمين في المملكة، وتشمل الصحة الرقمية 3 أقسام رئيسية هي اللياقة الرقمية، وتطبيقات اللياقة البدنية والعافية الرقمية، والصحة الإلكترونية، ويندرج ضمنها أجهزة اللياقة البدنية والرفاهية الرقمية مثل الساعات الذكية وملابس تتبع النشاط والموازين الذكية، إضافة إلى تطبيقات التغذية والتأمل.

    ويتوقع أن تصل الإيرادات في سوق الصحة الرقمية بالمملكة إلى 690 مليون دولار أمريكي خلال عام 2022م، وأن يشهد معدل نمو سنوي مركب بنسبة 9.94% سنويًا خلال الفترة بين أعوام 2022 و2026م، ليصل حجم السوق إلى مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026م، وتستحوذ اللياقة الرقمية والرفاهية على النصيب الأكبر من حجم السوق بقيمة تبلغ 370 مليون دولار أمريكي خلال العام الجاري.

    المستشفيات  

    توفر المستشفيات حلول لتقديم الرعاية الأولية والصحية للمرضى والمستفيدين من الخدمات الطبية في المملكة، لكن يظل الاحتياج إلى زيادة الأعداد وتشغيل المزيد من المستشفيات خاصة في ظل التوقعات بزيادة عدد سكان المملكة من 33.5 مليون عام 2018م إلى 39.5 مليون بينهم 4.63 مليون مسن كما ستبلغ نسبة قاطني المدن 85.9% بحلول منتصف عام 2030م، بجانب استقبال المملكة ملايين الزوار سنويًا سواءً للسياحة الدينية وأداء مناسك الحج والعمرة أو غيرها، ويصل عدد الحجاج الأجانب إلى نحو 3 ملايين حاج.

    ومن المتوقع أن تصل الإيرادات في سوق المستشفيات إلى 18.92 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري، وأن تسجل 20.99 مليار دولار أمريكي خلال عام 2023م، كما تستمر الإيرادات بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.45% خلال الفترة بين أعوام 2022 و2026م لتسجل حجم سوق يبلغ 23.39 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026م.