تأثرت أسعار مختلف السلع الاستراتيجية كالنفط والغاز الطبيعي والمحاصيل الزراعية مثل القمح، بالإضافة إلى الزيادات الكبيرة التي تشهدها أسعار الأسمدة الزراعية، وتباطؤ معدلات الإنتاج في العالم، نتيجة الصدمات الاقتصادية والاضطرابات السياسية المتتالية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتي انعكست بارتفاع مستويات التضخم العالمية بشكل كبير، مما أثر بالطبع على القدرة الشرائية للأفراد إضافة إلى تباطؤ عمليات الاستثمار بسبب الخوف من تقلبات السوق المفاجئة التي يصعب التنبؤ بها في ظل المعطيات المتتابعة التي يشهدها العالم، ونستعرض في هذا المقال أبرز النصائح لمواجهة أزمات التضخم والحفاظ على الاستثمارات القائمة.
ما هو التضخم ؟
التضخم ببساطة هو الزيادة المستمرة في المستوى العام لأسعار الخدمات والسلع خلال فترة زمنية محددة، وهي نسبة مئوية متغيرة سنويًا، ويمكن القول أن التضخم هو كمية المنتجات التي يستطيع الفرد شرائها بدولار واحد خلال فترة معينة بالمقارنة بنفس الكمية خلال فترة أخرى، ويؤثر التضخم بشكل مباشر على القوة الشرائية للمستهلكين، مما يضعف قدرتهم المادية على تلبية متطلباتهم المختلفة ويؤثر على معدلات الطلب والاستهلاك والاستثمار، وبالتالي الحالة الاقتصادية.
كيف تحمي استثماراتك من التضخم؟
ينصح الخبراء إذا كنت تمتلك مدخرات نقدية تريد الحفاظ عليها باستثمارها في الأدوات قصيرة الأجل مثل أذون الخزانة، والتي تتراوح مدتها من 3 إلى 12 شهر بعكس شهادات الاستثمار التي تعرف بطول أجلها مع ثبات نسبة الفائدة، ولذا ينصح بالاستثمار في أذون الخزانة باعتبارها من أنسب الأدوات فعالية في أوقات التضخم، بسبب التغير الدائم الذي تشهده أسعار الفائدة خلال تلك الفترة.
وعلى الصعيد الأخر ينصح بعض الخبراء بالاستثمار في الذهب، باعتباره الملاذ الآمن المعتاد للحفاظ على قيمة النقود، ويعد الذهب من الأصول التي يزيد الطلب عليها أوقات التضخم وانخفاض قيمة العملة، والأزمات الاقتصادية المختلفة.
واتجه بعض من الخبراء نحو الاستثمار في الأسهم باعتبارها وسيلة جيدة للتحوط من التضخم على المدى الطويل،لكن على المدى القصير من الممكن أن تقل فاعليتها إذا ارتفعت معدلات التضخم، ويتميز سوق العقارات نظرًا لكونه يعد من الأصول الثابتة التي تفيد في مواجهة التضخم، وتعد العقارات الخيار الأول لدى الكثيرين، خاصة لزيادة قيمة العقارات خلال تلك الفترة نتيجة زيادة الطلب.
نصائح من أشهر مستثمري العالم
وارن بافت
أشار المستثمر الأمريكي “وارن بافت” بعد الأزمة العالمية التي شهدها العالم في تلك الفترة خلال اجتماع له مع مساهمين شركة “بيركشير هاثاواي” إلى ضرورة امتلاك حصص في الشركات الواعدة في وقت التضخم، وذلك لقدرة منتجات تلك الشركات على الاستمرار في تحقيق المبيعات والأرباح بغض النظر عن قيمة الدولار في تلك الفترة، كما نصح “بافت” بأهمية الاستثمار في صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة كخيار بديل عن الاستثمار في شركة واحدة.
إيلون ماسك
اتفق “إيلون ماسك” مع ما قاله “وارن بافت” بشأن ضرورة امتلاك الأشياء المادية، مثل منزل أو أسهم في شركة تُصنع منتجات ذات طلب مرتفع، ولكن أوضح “ماسك” في تغريدة سابقة له على موقع تويتر، أنه مازال مستمر في امتلاك مختلف العملات الرقمية مثل دوجكوين، وإيثريوم، والبيتكوين.