تواصل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تحقيق أهدافها المنشودة في تنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، والاهتمام المستمر بتحسين مختلف القطاعات الاقتصادية وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والترفيه والسياحة، وذلك لدفع النمو المستدام على المدى الطويل، معتمدة على الاستثمار في الحلول الذكية والتقنيات الحديثة وتعزيز ثقافة الابتكار في مختلف المجلات الحيوية.
وأدركت المملكة العربية السعودية الأهمية المطلقة لتحسين الإنتاجية ودفع عجلة الاقتصاد عند الاستثمار في التقنيات الحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، والتي تعد إحدى الركائز الهامة التي وضعتها المملكة في رؤيتها لعام 2030، ولذا سنحاول أن نتعرف في هذا المقال على أهمية الأتمتة ودورها في دفع عجلة الاقتصاد السعودي.
ما معنى الأتمتة؟
الأتمتة هو مصطلح يشير إلى المجالات التي تعتمد على التقنية في عملياتها ويقل فيها الاعتماد على العنصر البشري، مثل مجالات التصنيع بأنواعها مثل التصنيع الغذائي، الدوائي، والسيارات، مجالات تقنية المعلومات، مجال التصنيع الزراعي، والمجال الإداري، كما تعرف الأتمتة أيضًا بالعمليات التي تقوم بها أجهزة الحاسوب والبرمجيات في المجالات المختلفة لضمان تأمين سير العمليات والإجراءات بسرعة وبدقة عالية.
ويرجع استخدام مصطلح الأتمتة إلى الثورة الصناعية بأوروبا، خاصة في مجال صناعة السيارات عام 1946م، وذلك نتيجة الاستخدام المتزايد للمعدات والآلات ذاتية العمل في مختلف مراحل التصنيع.
الأتمتة في المملكة العربية السعودية
توفر الأتمتة الذكية فرصة لمضاعفة حجم اقتصاد المملكة بنحو 1.6 تريليون دولار، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها شركة Automation Anywhere، الشركة الرائدة عالميًا في أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، حيث أشارت الدراسة إلى أن أبرز القطاعات سرعة في التحول نحو الأتمتة الذكية هي الخدمات الحكومية والقطاع العام والمصارف والتأمين والطاقة، وهو ما يعكس الخطوات الأولى التي اتخذتها المملكة في سبيل تعزيز قدرتها والتقدم نحو تحقيق أهداف رؤية 2030.
وقدمت المملكة مبادرات عدة لتسريع عمليات الأتمتة الكاملة لمختلف القطاعات، من بينها على سبيل المثال قطاع الاستيراد والتصدير، والذي ساعدت عمليات الأتمتة به في توفير نحو 54% من مدّة بقاء الواردات في الموانئ، مما ساهمت بصورة كبيرة في زيادة كفاءة الموانئ في المملكة، بالإضافة إلى قرار المملكة بإنشاء مدينة “نيوم” الذكية القائمة على توفير سبل الحياة المختلفة المعتمدة على أحدث التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، إنترنت الأشياء، والزراعات المتقدمة.