تسعى الدول بمختلف الوسائل إلى تحقيق الاستفادة المثلى من أصولها سواء كانت بشرية أو مادية، لكن أغلب الأوقات وبصفة عامة تقع بعض الدول في مشكلة أساسية وهي انعدام التخطيط الجيد، والتخطيط أنواع وعلى سبيل المثال التخطيط الاقتصادي ويختص بالسيطرة على كافة الموارد المادية والبشرية والمالية وتوظيف استخدامها على أحسن وجه لتحقيق التنمية الاقتصادية بالدولة، لكونه وسيلة رفع مستوى معيشة المواطنين وتحقيق الارتقاء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ويختص التخطيط الاجتماعي بوضع الرؤى والمحاور والسياسات المجتمعية التي تضم كافة الفئات، أما التخطيط الإداري فهو المسؤول عن الوصول إلى قرارات إيجابية عن طريق تطبيق خطوات محددة بشكل منطقي بعيدًا عن الارتجال والعشوائية، وفي هذا المقال نستعرض مفهوم تخطيط القوى العاملة ومدى أهميته ودوره في  التنمية الاقتصادية.

    مفهوم تخطيط القوى العاملة 

    يشير مفهوم تخطيط القوى العاملة إلى الأساليب والآليات التي تقوم بتنظيم كل ما يتعلق بالموارد البشرية والقوى العاملة بالدولة على جميع المستويات، وتتكون عملية تخطيط القوى العاملة من ثلاث محاور رئيسية هي التحديد والتخطيط والتوقع لما هو أكثر فائدة للمنظمة، وبمعنى أوضح هي عملية الاستخدام الأمثل لموارد المنظمة البشرية، والهادفة إلى تحديد وضع القوى العاملة الحالي والوظائف المطلوبة وبيان مدى ارتباطها بالعناصر الأخرى للمنظمة أو الدولة.

    أهمية تخطيط القوى العاملة 

    تحتاج الدول بشكل مستمر إلى تأمين حاجتها من قوى عاملة مدربة وماهرة لتستطيع استيفاء العنصر الأهم من عناصر الإنتاج، ولكن تعاني بعض الدول من عدم القدرة على توفير العدد الكافي من العمالة اللازمة لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية خاصة في الاقتصادات النامية، ولذا تلجأ الدول للتغلب على تلك العقبات من خلال زيادة الاهتمام بتخطيط القوى العاملة، والتي نستعرض أبرز أهدافها وهي:

       

      • الاهتمام بالجانب الإنساني: يمتاز العنصر البشري عن باقي العناصر بكونه فريد من نوعه، فهو محور الحياة والكون، كما يستطيع أن ينمو ويطور نفسه وما حوله من عناصر، لذا فإن تخطيط القوى العاملة يولي اهتمام بالغ برفاهية وعناية الإنسان.

       

      • تحديد المهارات والقدرات اللازمة للنمو الاقتصادي: يهتم تخطيط القوى العاملة بدراسة كل ما يتعلق بسوق العمل وما يمكن أن تستوعبه القطاعات المختلفة، ويعد التخطيط للقوى العاملة بمثابة أداة للتحكم في كمية العرض والطلب في سوق العمل.

       

      • التشغيل الكامل: يهتم تخطيط القوى العاملة بتحقيق التشغيل الكامل في النظام الاقتصادي عن طريق دراسة معدلات الاستثمار في الأنشطة المختلفة وما تحتاجه من قوى عاملة.

       

      • زيادة نصيب الفرد من الناتج القومي: يمتد دور تخطيط القوى العاملة إلى دراسة طرق وآليات رفع نصيب الفرد من الناتج القومي، ولا يتوقف فقط عند البحث عن فرص التشغيل وزيادة الأيدي العاملة.

      • التعليم والتدريب: يرتبط التدريب والتعليم بالتخطيط للقوى العالمية ارتباطًا وثيقًا ببعضهم البعض، نظرًا لأن التعليم والتدريب يؤثران بشكل مباشر في القوى العاملة ومخرجاتها، واحتياجات وأهداف الدولة التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

        أبرز التحديات التي تواجه تخطيط القوى العاملة 

        يواجه اعتماد استراتيجيات تخطيط القوى العاملة العديد من التحديات والمشاكل التي يلزم التعامل معها وأهمها:

        • عدم وضوح الأهداف العامة من سياسات التنمية القومية: يجب أن يكون هناك ترابط وتكامل بين السياسات التنموية القومية وسياسات تخطيط القوى العاملة، باعتبار القوى العاملة جزء لا يتجزأ من التخطيط الاقتصادي، وذلك للأهمية الكبيرة للعنصر البشري في عملية الإنتاج.

         

        • قلة المصادر والبيانات: لا يوجد تخطيط جيد دون الاعتماد على مصادر موثقة وبيانات وافية، ولذا يجب تعزيز الشفافية وتوفير بيانات دقيقة للاعتماد عليها في كافة القرارات.

        • تهيئة الظروف وتوفير مستلزمات التخطيط:  يجب توفير الطرق والوسائل التي تساهم في استمرار عملية التخطيط من دراسات ضرورية ومستلزمات فنية، حتى تتم عملية التخطيط بسلاسة وتصل إلى الهدف المنشود.