فرض عصر العولمة قواعد عدة في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،  والعولمة هي العملية التي عززت ترابط العالم بشكل كبير مما ساهم في زيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين الدول، كما فرضت بعض المهارات المهمة في ظل الانتشار الكبير للشركات متعددة الجنسيات، من بينها مهارات الذكاء الثقافي للموظفين، والتي خلقت معايير وتحديات جديدة لكلًا من المنظمات والموظفين، فما هو الذكاء الثقافي وما أهميته هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما معنى الذكاء الثقافي Cultural Intelligence؟

يشير مصطلح الذكاء الثقافي إلى المهارات المرتبطة ببيئات الأعمال التي تضم موظفين من ثقافات مختلفة، وترتبط تلك المهارات بالقدرة على التواصل بفاعلية وسلاسة بين الأطراف كافة، ويتخطى المفهوم مجرد معرفة العادات والتقاليد ولكن يركز على تحديد المهارات والقدرات اللازمة للتعامل بفاعلية ونجاح في البيئات متنوعة الثقافات. 

ويرتبط الذكاء الثقافي بالذكاء العاطفي ارتباطًا وثيقًا كما يمتد إلى أبعد من ذلك، فالفرد الذي يتمتع بقدر عالي من الذكاء الثقافي يمكنه التعامل مع الثقافات المختلفة بقدر عالي من الفهم والإدراك.

وعلى سبيل المثال، تخيل أنك تعمل في مؤسسة بدولة اليابان، وقررت المغادرة من عملك منفردًا ومبكرًا بعض الشيء، قد ترى أن هذا سلوك عادي جدًا لا يقبل النقاش ولكن في ثقافة العمل اليابانية قد ينم هذا السلوك عن الأنانية العالية، حيث تقدس الثقافة اليابانية بشكل كبير روح الجماعة في جميع التصرفات حتى في تصرف مثل الانصراف منفردًا بعد أوقات العمل، كما تعتبر ثقافة العمل اليابانية أن مخاطبة الزملاء في أوقات الدوام بالاسم الأول يعد من الوقاحة، بعكس الثقافات الغربية والأمريكية التي تسمح بمخاطبة الزملاء بأي اسمه يفضله وتدعم التفرد وتسمح به عموما في مختلف المواقف.

واقترح المدرب والمتحدث العالمي “سيما ليبرمان” بعض النقاط لتطوير مهارات الذكاء الثقافي:

  • كن فضوليًا ومهتمًا بالتعرف على الثقافات الأخرى.
  • انشر الوعي المجتمعي بأهمية التنوع الثقافي وكيفية التعامل معه.
  • اجعل عقلك خالي من الأحكام المسبقة عن الثقافات غير المألوفة.
  • انشر الأفعال التي قد تراها جيدة من الثقافات والتقاليد الأخرى.
  • اسع دائمًا أن تضع نفسك في مواقف مع أشخاص من ثقافات مختلفة.

 

فوائد العمل في بيئات متعددة الثقافات

يعد العمل في منظمة دولية متعددة الثقافات من الأمور التي يسعى إليها الكثير من الناس، حيث تمنح من يتمكن من العمل بها فرص لا نهائية من التعلم واكتساب الخبرات العملية والثقافية المتنوعة ومنها:

  • التعرف على اللغات الأجنبية وممارستها يوميًا: العمل في شركات متعددة الجنسيات يفرض عليك كموظف التواصل مع زملائك من مختلف أنحاء العالم خاصة باللغة الإنجليزية مما يساهم في تقويتها.
  • التعرف على فوائد التنوع داخل بيئة العمل: يعد التنوع في بيئات العمل أمرًا أساسيًا لمنح الجميع فرصًا متساوية، كما يعزز ثقافة الاختلاف واحترام الآخر.
  • العمل في بيئة عمل تقبل الآراء المختلفة: تمثل المساهمة في عملية صنع القرار داخل المنظمات فائدة كبيرة لكلًا من الموظف والإدارة العليا، حيث أن التحدث مع كبار الموظفين في المنظمات التي تطبق سياسة الباب المفتوح، يعزز توفر بيئة صحية وجذابة تنمي ثقافة الابتكار داخل المنظمات.
  • العمل في دول جذابة: دائمًا ما تضع المنظمات الكبيرة مقراتها الإقليمية في الدول الكبرى التي توفر قدرًا كبيرًا من الرفاهية لسكانها.