نظام Swift، ذلك المصطلح الذي تناقلته الأنباء اليومية بكثافة في نشراتها مصحوبًا بالإشارة إلى استبعاد روسيا منه على خلفية صراعها مع أوكرانيا، مما يطرح تساؤلات حول ما ذلك النظام؟ وما أهميته وآليات عمله؟ وغيرها من المعلومات التي سنعمل على التعريف بها عبر الآتي من خلال المصادر الموثوقة.

مفهوم نظام Swift

كلمة Swift هي اختصار لـ (Society for worldwide interbank financial telecommunication)، والتي تعني جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، ويقع مقرها في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتعد بمثابة جمعية أو منصة تعاونية تقدم الخدمات وتنظم المعاملات المالية والمدفوعات بين البنوك في مختلف دول العالم منذ تأسيسها عام 1973م من خلال 239 بنك ومنظمة مالية في 15 دولة، ويضم مجلس إداراتها 25 عضو متخصص في القطاع المالي العالمي.

ويشير مفهوم نظام سويفت Swift إلى الآلية أو النظام الذي أطلقته المنصة عام 1977م، والذي حمل الاسم ذاته ويتم من خلاله تحويل الأموال إلى الخارج، والذي يتيح لأي شخص أو منظمة إرسال واستلام الحوالات المالية بين البنوك بواسطة تلك الشبكة والتي تتمتع بالسرعة والأمان والدقة بما يكفل تنفيذ المعاملات واعتبارها وسيط اتصال آمن ومظلة تقدم خدماتها للمنظمات المالية الأعضاء، رغم كونها منظمة غير مالية وليست مدرجة في البورصة.

آليات عمل نظام سويفت Swift

ينظم سويفت أداء تلك المهام  الخاصة بالمعاملات المالية من خلال تحديد رمز مميز لكل بنك أو منظمة مالية داخل منظومتها يتكون من 8 إلى 11 حرف (خانة) والذي يعرف بشكل شائع بالـ “سويفت كود” أو  رمز “بي. آي. سي”، ويتضمن الرمز إشارة إلى اسم البنك أو المنظمة المالية ويكون في أول 4 خانات، والدولة في الخانتان التاليتان، ويشار للمدينة في الخانتان اللاتي تلي الدولة، وتمثل تلك الثمان خانات الأساسية للرمز، وتكون الثلاث الإضافية اختيارية تستخدمها بعض البنوك للإشارة إلى الفروع.

وتعود فكرة نشأة نظام سويفت إلى آلية مشابهة كانت تتبعها شركات الطيران في حجز تذاكر الركاب على متن طائراتها، وتزامن ذلك مع الحاجة إلى نظام متطور للمعاملات المصرفية بديلًا لنظام “التلكس” الذي لم يكن آمنًا بشكل كاف، حيث يتفوق سويفت بتقديم خدمات إضافية ومنها أوامر بيع وشراء الأوراق المالية وتحويلات الأموال من العملاء بين البنوك، بجانب مهمته الأساسية وهي تحويل الأموال للأفراد وضمان عدم إنكار إتمام المعاملات بين طرفيها والدقة والأمان.

سويفت في أرقام

سجل نظام سويفت نحو 42 مليون رسالة كمتوسط يومي للمعاملات التي تمت من خلال الشبكة في عام 2021م، نفذت مع قرابة 11 ألف منظمة وعضو في نظام سويفت بمختلف أنحاء العالم، بمعدل نمو في متوسط حركة الرسائل اليومية بلغت نسبته 11.4% مقارنة بالعام السابق 2020م.

وحققت سويفت أعلى معدل في حجم المعاملات اليومية والذي قدر بـ 50.3 مليون رسالة في 30 نوفمبر 2021م ليتجاوز المعدل الأعلى السابق تسجيله في 26 فبراير من العام السابق بنسبة زيادة 8.5%، كما حققت الأوراق المالية ذروة جديدة بعدما سجلت 25.9 مليون رسالة في نفس اليوم.

وسيطرت عدد من العملات على نشاط وحجم التعاملات الأكبر داخل منظومة سويفت على المستوى العالمي، وحقق الدولار الأمريكي واليورو معًا أكثر من سبعة من أصل كل 10 عمليات مدفوعة تمت عبر سويفت خلال عام 2021، وتصدر الدولار منفردًا بنسبة 40.5%، وتبعه اليورو بنسبة 36.6%، والجنيه الإسترليني بنسبة 5.8%، واليوان الصيني بنسبة 2.7%.

وكشفت سويفت أن حجم المعاملات التي تمت خلال شهر يناير من العام الجاري سجل 891.4 مليون رسالة بمتوسط 46.3 مليون رسالة يوميًا بمعدل نمو 9.9% منذ بداية العام، وحظت أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بالحصة الأكبر من المعاملات اليومية بنسبة 21.1% وإجمالي رسائل 405.4 مليون رسالة شهريًا، وعقبها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بنسبة 18.5% وإجمالي رسائل 356.7 مليون رسالة شهريًا، وسجلت آسيا والمحيط الهادئ 6.7% وإجمالي رسائل 129.1 مليون رسالة على مدار الشهر، وفقًا لتقرير سويفت لشهر يناير 2022م.