تطورات متلاحقة تشهدها تقنية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها والتي من أبرزها روبوت الدردشة أو شات جي بي تي (ChatGPT)، والتي تشهد على الرغم من حداثتها بالنسبة للكثيرين جيلًا جديدًا أكثر تطورًا من تلك التقنية وهي أوتو جي بي تي (AutoGPT) والتي تثير التساؤلات عنها وما يمكن أن تقدمه في ظل ما يعتبره البعض بأن تلك التطبيقات المتطورة لتقنية الذكاء الاصطناعي باتت تمثل تهديدًا لبعض الوظائف والمهام التي يقوم بها البشر، بينما يعتبرها البعض الآخر مكملًا لهذا الدور البشري وداعمًا في تحسين النتائج والمخرجات مع التأكيد على أن تلك التطبيقات لم ولن تستطيع أن تحل مكان أصحاب الخبرات من المهنيين والمتخصصين البشريين، ولذا نستعرض أبرز استخدامات أوتو جي بي تي (AutoGPT) عبر الآتي.
استخدامات أوتو جي بي تي AutoGPT
تشير التوقعات إلى أن أوتو جي بي تي (AutoGPT) سيكون أكثر تطورًا من شات جي بي تي ChatGPT، حيث سيتمكن أوتو جي بي تي من الوصول إلى الإنترنت، وتوليد نص عالي الجودة يضاهي ما يكتبه البشر، والإجابة على الأسئلة وتلخيص النصوص وتصنيفها وتحديد التوجه والترجمة بين اللغات، كما يمتلك أوتو جي بي تي قدرات كبيرة في تطبيقات معالجة اللغات التفاعلية مثل الدردشة، إضافة إلى إعداد وتنفيذ أبحاث التسويق وإنشاء المحتويات والقيام ببعض مهام البرمجة والتطبيقات، وهناك 5 استخدامات ثبتت قدرة التقنية على تنفيذها بكفاءة وفقما نشرت الشركة المطورة لها عبر منصتها الإلكترونية.
1- التأمل في الإجابة عن الأسئلة
تستطيع أداة أوتو جي بي تي على الإجابة عن الأسئلة والتأمل في مسائل فلسفية عميقة كان من الصعب أن يجب عليها روبوت آلي في الماضي، ولكن رغم ذلك استغرقت الأداة وقتًا أطول نسبيًا في الإجابة عن سؤال “ما هي الحياة؟” والذي طرحته إحدى المستخدمات خلال تجربة نشرتها في تغريدة عبر “تويتر“، وبعد حوالي ساعة كانت الأداة بحثت في 660 ألف من الشخصيات والمقالات والمواضيع على موقع “ويكي” ولم تستطع الوصول إلى إجابة قاطعة، لكنها قدمت مفاهيم إنسانية من مدارس فكرية مختلفة، مثل علم الأحياء، والفلسفة، والفيزياء.
وهنا يظهر أن الذكاء الاصطناعي لا يزال لديه تحديات في أن يضاهي البشر في الكثير من الأحيان رغم أن هناك مهام محددة يمكن إنجازها بكفاءة أكبر من البشر، وبالتالي يمكن استخدامه كأداة مكملة للذكاء البشري بدلًا من استبداله بشكل كامل.
2- إنشاء وبناء التطبيقات
يمثل إنشاء وبناء التطبيقات المهمة الثانية التي استطاعت أداة أوتو جي بي تي تنفيذها، حيث مكنت Varun Mayya الذي نشر تجربته للأداة عبر تغريدة على “تويتر” تضمنت احتياجه إلى بيئة Node.js لإنشاء تطبيق، ولم تكن متوفرة على حاسوبه، ولكن الأداة بحثت عن إرشادات التثبيت، وقامت بتنزيل الأرشيف واستخراجه، ثم بدأ خادم Node متابعة تنفيذ المهمة، وبفضل الأداة كانت عملية التثبيت سهلة، لكن رغم ذلك لا ينصح مايا باستخدام الذكاء الاصطناعي وأدواته إذا كان الشخص لا يجيد البرمجة لأنه لا يزال هناك احتمالية من حدوث أخطاء.
3- إجراء أبحاث السوق
تستطيع أداة أوتو جي بي تي إجراء أبحاث السوق الأولية نتيجة قدرتها على الوصول إلى الإنترنت، وتذكر التفاصيل، وتنفيذ المهام، ورصدت تغريدة نشرها نيكولاس باوتشر عبر “تويتر” محاولته الحصول على تحديثات حول التغييرات التنظيمية في مجال عمله بسوق كرة الجولف عبر استخدام الأداة، والتي استطاعت رصد المنافسين الرئيسيين استنادًا إلى حصة كل شركة في السوق، واستراتيجيات التسعير، وعروض المنتجات، إضافة إلى التحقق من المعلومات عبر مصادرها.
4- دمج Gmail و Google Calendar
تستطيع الأداة الدمج بين بعض خدمات جوجل مثل البريد الإلكتروني (Gmail) والتقويم (Google Calendar)، حيث يقوم إصدار من الأداة بتشغيل مشروع GitHub يسمى “مساعد البريد الإلكتروني“، والذي يسمح بكتابة الأوامر في نوافذ الإنشاء لدى (Gmail)، والتي يمكن معالجتها بعد ذلك من خلال الذكاء الاصطناعي في تنفيذ مهام عدة مثل إضافة حدث إلى التقويم وإنشاء قائمة المهام، وغيرها.
5- تحسين الأكواد والمهام البرمجية
يمكن أن يساعد “أوتو جي بي تي” في تحسين الأكواد البرمجية من خلال قدرته على قراءة وكتابة وتنفيذ التعليمات وتقييم الكود واختباره وتحديثه لجعله أسرع وأكثر موثوقية وكفاءة، وفي تجربة فعلية شارك Significant Gravitas مطور (AutoGPT) عبر منصة “تويتر” مقطع فيديو للأداة وهي تفحص مثالًا بسيطًا لوظيفة تختص بحسابات الرياضيات، وتضمن المثال خطأً بسيطًا في كتابة السطر البرمجي، واستطاعت الأداة عبر الذكاء الاصطناعي تصحيح الخطأ خلال دقيقة تقريبًا، بينما كان الأمر سيستغرق مراجعته من قبل مطور بشري وقتًا أطول في فحص قاعدة البيانات التي تحتوي على مئات أو آلاف السطور.