تساؤلات كثيرة متداولة حول خدمة ChatGPT، تلك الخدمة التي أثارت اهتمام الكثيرين بالتقنية والذكاء الاصطناعي، فلم يكن يتخيل أحد في الماضي أن يكون هناك نموذج أو أداة يمكن أن يطلب منها المستخدم القيام ببعض المهام وتؤديها بكفاءة عالية، لكن ChatGPT استطاعت فعل ذلك من خلال تلقي الاستفسارات والرد عليها وإجراء المحادثات وغيرها من الخصائص التي نستعرضها عبر الآتي 

      ما هو ChatGPT  

      يمثل ChatGPT نموذجًا لغويًا للذكاء الاصطناعي تقوم فكرته على التفاعل مع المستخدمين عن طريق المحادثة والإجابة على الأسئلة، والذي طورته شركة OpenAI التي تعمل على البحث واكتشاف أفضل طرق الاستفادة من تقنيات الذكاء الصناعي (AI)، ويعتمد النموذج على نموذج GPT-3.5 الذي تعمل الشركة على تطويره وتدريبه منذ سنوات بحيث يستطيع إجراء المحادثات والرد عليها، وذلك من خلال رصد الكلمات أو الوصف وتحليل وإنتاج النصوص

          وتوضح شركة OpenAI أنها عملت على تطوير روبوت الدردشة المستخدم في ChatGPT من خلال الاستعانة بمدربين بشريين لتنظيم وتقييم الردود على الاستفسارات الناتجة عن الإصدارات الأولية، والعمل على إعادة إدخال الردود بعد تصحيحها وتقييمها، مما يمنح نموذج ChatGPT القدرة على تحسين الردود بناء على تفضيلات المستخدمين 

              ويُتاح النموذج لتجربة المستخدمين في بعض الدول عبر موقع الشركة المطورة ويشهد إقبالًا بكامل عدد المستخدمين المتاح على الموقع في معظم الأوقات، كما أنه يوفر مزايا أكبر لاستخدامه باللغة الإنجليزية مقارنة بمزاياه التي تعد محدودة باللغة العربية، ورغم أن روبوت الدردشة الملحق بنموذج ChatGPT يقدم إجابات دقيقة بشكل كبير على الاستفسارات التي يطرحها المستخدمون، إلا أنه لا ينصح حتى الآن بالاعتماد على مخرجاته في اتخاذ قرارات مؤثرة أو هامة دون التحقق بشكل كامل من النتائج المتوقعة

                  عوائد تطبيق ChatGPT للمنظمات  

                  تقوم فكرة عمل ChatGPT على دمج وتوظيف التقنية في مهام ومجالات كان يُظن في الماضي اقتصارها على البشر، بحيث يمكن لأجهزة الكمبيوتر الآن أن تقوم بمهام تتسم بالإبداع عبر استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج محتوى أصلي للرد على الاستفسارات، وتطوير المدونات ورسم التصميمات، وكتابة الأكواد البرمجية ومراجعتها وفحص الأخطاء، والاستفادة من البيانات والتفاعل مع المستخدمين 

                      ويستطيع نموذج ChatGPT تنفيذ تلك المهام كتطور للنماذج الأساسية ونماذج التعلم العميق واسعة النطاق المدربة على مجموعات بيانات ضخمة وواسعة وغير منظمة (مثل النصوص والصور) التي تغطي العديد من الموضوعات المختلفة، كما يمكن للمطورين مواءمة المهام لتناسب العديد من حالات الاستخدام، مثل ترجمة وصياغة النصوص وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وغيرها من الأدوار التي يمكن أن تنعكس على مختلف المجالات والأعمال بفوائد عدة مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية، وخفض التكاليف، وفتح فرص للنمو والتواجد في أسواق جديدة 

                          استخدامات ChatGPT  

                          تتعدد استخدامات ChatGPT والمهام التي يمكن أن يقوم بها إضافة إلى الإجابة على الأسئلة مثلما يفعل مساعد سيري الصوتي التابع لآبل ومساعد جوجل الصوتي Google Assistant ومن أبرزها 

                              الاستفسار وطلب الشرح: يمكن الاستفادة من نموذج الذكاء الصناعي اللغوي شات جي بي تي ChatGPT في طلب الاستفسار وشرح بعض الأمور المعقدة، وذلك من خلال طلب الشرح بشكل مباشر، خاصة إذا كان الطلب يتم باللغة الإنجليزية التي يتفوق فيها ChatGPT على اللغة العربية بشكل كبير 

                                  تصحيح الأخطاء: يساعد نموذج ChatGPT في القيام بعملية تصحيح الأخطاء اللغوية أسوة ببعض الأدوات الأخرى مثل Grammerly، حيث يمكن كتابة أو نسخ النصوص إلى النموذج ليقوم بتصحيحها بجودة عالية خاصة إذا كانت النصوص باللغة الإنجليزية 

                                      تلخيص المواد المكتوبة: تتضمن خصائص نموذج ChatGPT القدرة على تلخيص المواد والمقالات المطولة المكتوبة في نقاط، وذلك من خلال إضافة الرابط الخاص بالمادة وطلب تلخيصها من النموذج سواءً كانت باللغة العربية أو الإنجليزية أو أي لغة أخرى 

                                          اقتراح العناوين: يوفر نموذج ChatGPT إمكانية المساعدة في الحصول على عناوين للمقالات من خلال منحه المعلومات حول الموضوع المطلوب، ليقوم بطرح عدد من العناوين المقترحة، والتي يفضل عدم اعتمادها كعناوين نهائية وإعادة صياغتها وفق السياق والمحتوى بشكل أكثر دقة 

                                              مساعدة مطوري البرمجيات: يمتاز نموذج ChatGPT بالقدرة على مساعدة مطوري البرمجيات نتيجة اعتماده على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، والذي يمكن من خلاله تدقيق الأكواد والعثور على الثغرات أو المشاكل (Bugs)، وترجمة الأكواد البرمجية من لغة برمجة إلى أخرى، وتفسير وتوضيح الأكواد ووظيفتها ومهامها، وتحسينها وإعادة كتابتها وفق النمط الصحيح، واقتراح أكواد برمجية بديلة أكثر فعالية، وكذلك أفضل الأدوات أو الطرق لتنفيذ أي وظيفة برمجية