تقنية الـ 5G أو الجيل الخامس لشبكات الهواتف النقالة كما يعرفها البعض، هي إحدى تقنيات الاتصالات اللاسلكية التي تزود بها الأجيال المتطورة من الهواتف والأجهزة الذكية التي تستخدم على نطاق واسع في العديد من الدول حول العالم، لما توفره من اتصال ذو سرعات عالية لنقل البيانات وتنفيذ المهام والخدمات تصل سرعته إلى 100 جيجابايت في الثانية وتزيد عن ذلك بما يعادل 10 أضعاف سرعة 4G LTE على الأقل، كما تتيح التقنية لربط بين الأجهزة التي تستخدم الاتصال اللاسلكي كوسيط في مهامها الملحقة والمدمجة بتقنيات مثل إنترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي AR.

ما هي تقنية الـ 5G

تقنية الجيل الخامس لشبكات الهواتف النقالة اللاسلكية 5th Generation، هي تقنية تمثل التطور المتلاحق للشبكات التي تدرجت من 1G، 2G، 3G، 4G، وصولًا إلى أحدثها وهي 5G،والتي تعد شبكة هائلة القدرات تسمح بالاتصال بالإنترنت بشكل مستمر وبسرعات عالية سواء للتحميل أو التصفح وغيره من الاستخدامات، مما يساهم في تحسين تجارب المستخدمين والربط مع التقنيات الذكية التي صارت تتوفر في السيارات ذاتية القيادة وأجهزة التلفاز.

وتوفر تقنية شبكات الجيل الخامس 5G نطاق ترددي أوسع من خلال توسيع استخدام النطاق من 3 جيجاهرتز التي تتيحها شبكات الجيل الرابع 4G إلى 100 جيجا هرتز في الـ 5G، والتي تعمل في كل النطاقات المنخفضة، كما توفر استخدام السعة القصوى ومعدلات نقل كبيرة للبيانات خلال فترات قصيرة، ولا يشمل الاعتماد على الـ 5G لتقديمها خدمات النطاق العريض المتنقلة فقط بل لإمكانية الربط مع أجهزة إنترنت الأشياء، بما يدعم قطاعات عدة مثل النقل الآمن والذكي، الرعاية الصحية عن بعد، الزراعة الدقيقة، إضافة إلى اللوجستيات الرقمية.

أجيال شبكات الهاتف النقال ما قبل 5G 

مرت شبكات الهواتف النقالة بمراحل تطور متعددة تراوحت مدة كل منها بنحو 10 سنوات، بدءًا من الجيل الأول وصولًا إلى الجيل الخامس، وتمثلت في الآتي:

  • الجيل الأول First Generation – 1G: بدأ منذ الثمانينيات، وتمثلت خصائصه في نقل الصوت التناظري، وبشكل مبسط أتاح (المكالمات الصوتية).

  • الجيل الثاني Second Generation – 2G: بدأ منذ مطلع التسعينات، وتفوقت خصائصه في إدخال الصوت الرقمي مثل (CDMA) والذي يعني الوصول المتعدد لقسم الكود، وبشكل مبسط أتاح (المكالمات الصوتية والرسائل النصية).

  • الجيل الثالث Third Generation – 3G: بدأ منذ فترة أوائل القرن الحادي والعشرين، ويعد ظهور تقنيات الجيل الثالث 3G وجلب البيانات المتنقلة أبرز خصائصه، وبشكل مبسط أتاح (المكالمات الصوتية والبيانات).

  • الجيل الرابع Fourth Generation – 4G LTE: بدأ منذ نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وظهرت خلاله شبكات 4G LTE التي تمثل عصر ترددات النطاق العريض للأجهزة النقالة كما يعرفها البعض، وبشكل مبسط أتاح (المكالمات الصوتية عالية الدقة والبيانات بسرعات عالية).

مزايا الـ 5G عن 4G

تمتاز شبكات الجيل الخامس بمزايا عدة تعزز تفوقها على شبكات 4G، من أبرزها السرعة والقدرة الأكبر في نقل البيانات، وتوفير مزايا الاتصال المتعددة بين الأجهزة الذكية وتنفيذ المهام عن بعد من خلال تطبيقات الهواتف والأجهزة المساعدة، وتلبي تقنيات الجيل الخامس تقديم خدمات جديدة مثل مجال الاتصالات ذات المهام الحرجة الضخمة، كما يوفر طرق جديدة لربط أجهزة الحاسب الآلي والشبكات المتعددة.

 

وتتفوق شبكات الـ 5G على الـ 4G من حيث السرعة بمعدلات كبيرة، حيث لا يقل متوسط معدلات نقل البيانات بها عن 100 ميجابايت في الثانية، وتصل متوسط معدلات سرعتها القصوى إلى 20 جيجابايت في الثانية، كما تزيد في قدرة حركة مرور البيانات وكفاءة الشبكة بـ 100 ضعف عن شبكات الـ 4G، كما تقل في زمن الانتقال اللحظي من طرف إلى طرف إلى 1 ميلي في الثانية.

تأثير 5G على الاقتصاد العالمي

قدمت تقنية الجيل الخامس مؤشرات جديدة في الاقتصاد العالمي أبرزها: إضافة 13.1 تريليون دولار إلى الناتج الاقتصادي العالمي، خلق مزيد من فرص العمل الجديدة بنحو 22.8 مليون دولار، إضافة إلى توقعات بإنفاق 265 مليار دولار من النفقات الرأسمالية العالمية لشبكات الجيل الخامس والبحث والتطوير سنويًا على مدار الخمسة عشر عامًا المقبلة.

وتوقعت إحدى الدراسات الاقتصادية لشبكات الجيل الخامس أن من المحتمل تحقق التأثير الاقتصادي الكامل لشبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2035م، بما ينعكس بنحو 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات. 

تأثير الـ 5G على الأشخاص

ربما تتيح التقنية الأحدث بين تقنيات شبكات المحمول مزيد من الراحة والمزايا لمستخدميها، فقد أصبحت بفضلها سرعة تبادل البيانات والملفات أكبر كما بات الربط بين مئات الأجهزة أكثر سهولة، وأتيح الدمج مع تقنيات الواقع الافتراضي (VR)، إنترنت الأشياء IoT، والذكاء الاصطناعي AR، والتي يمكن من خلالها التسوق عبر المنصات السحابية والتواصل الفوري مع منصات الخدمات.

تقنية الـ 5G في السعودية 

إذا كنت من مستخدمي شبكات الـ 5G في المملكة العربية السعودية دعنا نخبرك أنك من المحظوظين، فأنت تحظى بأكبر سرعة تنزيل للبيانات في العالم وفق تقرير نشرته منصة Statista أعدته شركة تحليلات المحمول “أوبن سيجنال”، حول متوسط سرعات التحميل التي تصل إلى المستخدمين في 12 دولة بدأت في تطبيق تلك التقنية، وبلغت سرعات تحميل الملفات في الربع الأخير من عام 2020 لدى المستخدمين في المملكة العربية السعودية متوسط 354.4 ميجابايت في الثانية.

وأعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية(CITC) أن جهودها لنشر تقنية شبكات الجيل الخامس بدأت منذ عام 2018م، بالتعاون مع مقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة (شركة الاتصالات السعودية (STC)، شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، شركة الاتصالات المتنقلة السعودية (زين) بالإضافة إلى مصنعي أجهزة الاتصالات مثل شركات (أريكسون، نوكيا، هواوي، انتل، كوالكم، سيسكو)، وأسهمت تلك الجهود في الوصول بمتوسط سرعة الإنترنت للجيل الخامس بالمملكة إلى 394.9 ميجابايت في الثانية خلال شهر أبريل 2021م.