يمثل دعم وتنمية مهارات الموظفين في مكان العمل أحد التحديات الكبرى التي تواجه المنظمات، والتي يتطلب تحققها بذل جهود كثيرة لذلك، لكن هناك بعض الأفكار والطرق المبتكرة التي تساعد في تنمية المهارات بشكل سريع وتلقائي والتي ينصح بها عدد من متخصصي الموارد البشرية وأعضاء مجلس الموارد البشرية في Forbes والتي نستعرضها عبر الآتي.
وربما يشير ما كشفه مسح مالي لتوقعات القوى العاملة الأمريكية أهمية تطبيق تلك الطرق، خاصة بعد ما ذكره بعض المشاركين حول الوباء وما منحه لهم من تحكم في تحديد اتجاه حياتهم المهنية، وتفكير نحو 48% منهم في الوظيفة التي يريدونها في ظل أن التكلفة الإجمالية لتعيين موظف جديد قد تصل إلى 5000 دولار أو أكثر، إضافة إلى أن الاحتفاظ بالموظفين أصبح مصدر قلق كبير للشركات بسبب معدلات الدوران المتزايدة باستمرار والتكاليف ذات الصلة، وارتباط ذلك بتطوير المهارات في مكان العمل.
1- تشجيع الخبرات
تهتم المنظمات بمختلف أحجامها وقطاعتها بوضع جذب وتوظيف أصحاب الخبرات ضمن أهدافها الأولية، لكن تلك الجهود لا تكفي إذا رغبت المنظمة في تنمية مهارات كوادرها في مكان العمل، وتمثل الخبرات أحد أهم وأفضل طرق تطوير واكتساب المهارات الجديدة في مكان العمل، ويكشف داني سبيروس ممثل زينيفيتس صاحبة تطبيق ومنصة أتمتة الموارد البشرية أن من المهم دمج التطوير الوظيفي مع التعلم التجريبي وجعله جزءًا أساسيًا من أدوار المديرين، مما يسمح لهم بالتواصل مع الموظفين وفهم ما يريد الموظف تعلمه أو القيام به وبناء خطة مخصصة ومشتركة بالكامل ومحددة الأهداف للوصول إلى تحقيق ذلك، ويمكن أن تشمل جهود تشجيع الخبرات المشاريع وتوجيه الآخرين أو المهارات المساعدة والتأهيلية للموظفين في وظيفتهم التالية.
2- توفير وإتاحة الموارد للموظفين عبر الإنترنت
من المهم أن تهتم المنظمات بتوفير الموارد عبر الإنترنت خاصة بعد ما كشفته جائحة كوفيد-19 من زيادة هائلة في خيارات التعلم عبر الإنترنت المتاحة الآن، ورغم توجه الكثير من البائعين الذين قدموا خيارات وحلول عبر الإنترنت إلا أن نسبتهم زادت بعد الجائحة، تزامنًا مع تزايد اهتمام المنظمات من الاستفادة بهذه الموارد وتوفيرها لموظفيها عن طريق شراء عضوية في هذه الأنظمة الأساسية وإتاحتها لتطوير الموظفين والذي أصبح أمرًا أساسيًا.
3- إنشاء دورة حياة الموظف
تعمل دورة حياة الموظف على تنظيم العديد من الموضوعات، بما في ذلك الإعداد والتنوع والشمول والصحة والسلامة وغيرها، ولذا تعد من الطرق التي تساهم في تنمية المهارات في مكان العمل، حيث تشمل توظيف المرشحين المؤهلين وإعدادهم، والاحتفاظ بقوة العمل بشكل أفضل، وتنشئة وتنمية المهارات، ووضع آليات لفصل الموظف، كما تعد بمثابة خريطة طريق للمدربين لتحديد وتتبع الأهداف الرئيسية التي تحتاجها الكوادر البشرية، وتسمح للمنظمة بالاستفادة من فرص التطوير للموظفين مما يساعد شركاتهم على التطور باستمرار.
4- استخدام الواقع الممتد
يدمج الواقع الممتد (XR) بين تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، مما يسمح بتوظيف ودمج الوسائط في تدريبات المنظمة وإشراك المتعلمين في بيئة متعددة الحواس عبر الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المكتبي أو الجهاز اللوحي أو سماعة الرأس، ويتطلب دمج الواقع الممتد في برامج التطوير الخاصة بالمنظمة بعض الإجراءات مثل التعرف على أهداف العمل والتدريب، وتحديد الثغرات في مجالات التدريب الحالية، ومناقشة القائمين على التدريب لمعرفة تقنية الواقع الممتد المناسبة، وإجراء اختبار تجريبي للتقنيات قبل تعميمها على مستوى المنظمة، ويحقق استخدام الواقع الممتد تقليل الوقت الذي يحتاجه الموظفون لتعلم مهارة ما، وكذلك عدد الأخطاء من قبل المتدربين وتعزيز الاحتفاظ بالمعرفة.
5- الاستفادة من أنظمة إدارة التعلم
توضح أنظمة إدارة التعلم (LMS) للموظفين كيفية تعلم مهارات جديدة بسهولة وفعالية من خلال استضافة محتوى التدريب وتقديمه ومراقبته، وذلك من خلال نشر أنظمة إدارة التعلم في تدريبات الموظفين لدى المنظمة، كما يمكن للمنظمة من خلالها الحصول على نظرة ثاقبة لمقاييس المشروع التي تشير إلى نجاح برامج التدريب، وتتطلب الاستفادة من أنظمة إدارة التعلم بشكل صحيح تطبيق بعض الخطوات وهي:
- صياغة خطة تدريب: تحقق تلك الصياغة تحديد الفجوات المعرفية وأنماط التعلم والتفضيلات والأساليب المناسبة لتلبية تلك الاحتياجات.
- وضع معايير: يمكن من خلالها الحصول على تقرير كامل عن نظام إدارة التعلم الموجود لدى المنظمة عن طريق جمع أكبر عدد ممكن من المقاييس والإحصاءات، والتي من خلالها يسهل تطوير آليات نجاح النظام.
- الاستعداد للنمو: تساعد أنظمة إدارة التعلم على دعم نمو المنظمة وتوسيع نشاطها من خلال استيعاب عمليات التكامل الإضافية والتكاليف والمستخدمين المدعومين وساعات العمل.
- اختيار مشرفين خبراء: يمكن لتلك الأنظمة توفير تجربة مميزة للمتدربين وإدارة النظام في النهاية بمساعدة هؤلاء الخبراء.